أزيح الستار يوم أمس الاربعاء 30 تموز/ يوليو، عن لوحة دشنها أهالي مخيم نهر البارد شمالي لبنان وفصائل المقاومة الفلسطينية، تخليداً لذكرى الشهيدين محمد عبد العزيز الرنتيسي (أبو علي) ومحمد السبعين (جيفارا)، اللذين ارتقيا في معركة اسناد غزة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، وذلك في خطوة تكريمية وفاء لتضحيات الشهيدين، واعتزازاً بمشاركة أبناء مخيمات الشتات في النضال ضد الاحتلال "الإسرائيلي".

ونظّمالفعالية عائلتا الشهيدين بمساعدة جمعيات وأهالي المخيم، بالتعاون مع لجنة حي الشهيدين، وبحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيم، الذين أكّدوا على التمسك بنهج الشهداء حتى تحرير فلسطين.

WhatsApp Image 2025-07-30 at 9.32.05 PM (1).jpeg

وجاءت هذه المبادرة بعد إعادة تأهيل الحارة التي كان يقطنها الشهيدين، وتجميلها وإنارتها، بتمويل من جمعية "النجدة الاجتماعية".

وخلال الفعالية، أوضح خضر السبعين، من لجنة الحي الذي كان يقطن فيه الشهيدان في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن "المبادرة انطلقت من روح الانتماء والولاء للشهداء، حيث تم تأهيل الحي الذي يسكنه الشهيدان، بالتنسيق مع الأهالي، قبل أن تتبلور فكرة اللوحة التكريمية التي توّجت العمل الجماعي".

WhatsApp Image 2025-07-30 at 9.29.48 PM.jpeg

وقال السبعين: "الشهيدان هما من أولاد هذه الحارة، ومن عمق الانتماء جاءت هذه المبادرة. أردنا أن يبقى اسماهما حيّين في الذاكرة الجمعية، وأن نوجه رسالة واضحة لكل من مرّ بهذه الحارة: إن الشهداء هم شعلة النضال وهم القدوة، وإن تحرير فلسطين لا يتم إلا عبر درب التضحيات".

والشهيد محمد عبد العزيز الرنتيسي، المعروف بلقبه الحركي "أبو علي"، كان من مقاتلي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

التحق بصفوف المقاومة في وقت مبكر، وشارك في عدة مهمات قتالية، كان آخرها مشاركته في معركة الإسناد التي أطلقتها "المقاومة الإسلامية" في لبنان دعماً لغزة، بالتزامن مع معركة (طوفان الأقصى)، حيث ارتقى شهيداً في أحد المواقع المتقدمة.

أما الشهيد محمد السبعين، الذي عُرف باسم "إضاء السبعين" وبلقبه الحركي "جيفارا"، فكان من مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عُرف بين رفاقه بالتزامه وحماسه الثوري، وارتقى خلال مشاركته في المعركة نفسها، في مواجهة مباشرة مع جيش الاحتلال "الإسرائيلي"

WhatsApp Image 2025-07-30 at 9.32.05 PM.jpeg

وفي كلمة الفصائل واللجان الشعبية التي ألقاها خالد السبعين جاء: "في حضرة الشهادة والشهداء، تعجز الكلمات، وتتلعثم الأبجديات، فهؤلاء هم أكرم الناس وأشرفهم، هم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وارتقوا على درب القدس، مقبلين غير مدبرين."

وأضاف أن الشهيدين الرنتيسي وجيفارا، كانا من أوائل من لبّوا نداء نصرة غزة، والتحقوا بجبهات القتال في إطار معركة "الإسناد التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في الداخل، ليرتقي كلاهما شهيدين في الخطوط الأمامية، تاركين إرثًا من البطولة والعطاء.

وأشار إلى أن المخيم، رغم بعده الجغرافي عن فلسطين، لم يغب يوماً عن ميادين التضحية، وقدم على مرّ العقود مئات الشهداء والجرحى، متمسكًا بهويته وانتمائه وواجبه الوطني.

من جهته، ألقى أبو ممدوح الرنتيسي، والد الشهيد محمد الرنتيسي، كلمة باسم عائلتَي الشهيدين، عبّر فيها عن مشاعر الفخر والوفاء، قائلاً: "إن هذه اللوحة لم تكن مجرّد تكريم رمزي، بل هي عهد بأن هذه الأرض ستظل وفية لدماء أبنائها. أطلقنا اسم 'حارة الشهيدين' على هذا المكان بعد إعادة تأهيله وتجميله، ليكون شاهدًا على أن في هذا الحي رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه."

ووجه الرنتيسي شكره إلى الجمعيات وأبناء المخيم الذين ساهموا في تنفيذ هذه المبادرة، مؤكداً أن اسم الشهيدين سيبقى محفوراً في ذاكرة المكان، وأن رسالتهما ستصل إلى كل شاب فلسطيني يحمل همّ القضية ويبحث عن موقعه في معركة التحرير.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد