يتواصل الإضراب المفتوح عن الطعام في ساحة مدينة رام الله لليوم التاسع على التوالي، بمشاركة عدد من الشخصيات الوطنية وأعضاء من المؤتمر الوطني الفلسطيني، إلى جانب ناشطين ومتضامنين، في خطوة احتجاجية ضد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولرفض سياسة التجويع التي تنتهجها قوات الاحتلال "الإسرائيلي".
وقد انطلقت مبادرة الإضراب يوم الخميس 24 تموز/يوليو 2025، بمشاركة 12 شخصية وطنية في مقدمتهم أحمد غنيم، وعمر عساف، ونبيل عبد الرازق، وربا النجار، وجميلة عبد، وعصام أديب، وبدأت تتوسع تدريجيًا مع انضمام عدد متزايد من الناشطين والداعمين، حتى وصل عددهم إلى 35 مضربًا ومتضامنًا.
وقال القيادي في حركة فتح وأمين سر لجنة االمتابعة في المؤتمر الوطني الفلسطيني أحمد غنيم ، وهو من أوائل المبادرين للإضراب: "إنّ هذه الخطوة جاءت كردٍ عملي على الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي يتعرض له سكان غزة، وتحمل رسالة ثلاثية الاتجاهات.
وأوضح غنيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "أطلقت مبادرة الإضراب عن الطعام من مجموعة من الشخصيات الوطنية قبل تسعة أيام، وهي صرخة بثلاث اتجاهات: صرخة باتجاه شعبنا، والشعوب العربية والإسلامية، وشعوب العالم أجمع، أن تنهض لوقف حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا في غزة".
وأضاف غنيم: "بدأ الإضراب 12 شخصية وطنية في مقدمتهم أنا، وعمر عساف، ونبيل عبد الرازق، وربا النجار، وجميلة عبد، وعصام أديب، ثم بدأ ينضم إلينا أعداد أخرى، حتى وصلت إلى 35 مضربًا ومتضامنًا. هدف الإضراب كسر الصمت الذي يجلل الوطن، وشعوبنا العربية، للعمل على وقف حرب الجوع، وإيصال الغذاء لشعبنا في غزة".
وشدد غنيم على أن الإضراب لا سقف زمنيًا له حتى اللحظة، قائلاً: "الإضراب بالنسبة لنا مستمر بلا سقف، نتابع ونقيم الوضع بشكل دائم".
وعن الأعراض الصحية التي بدأت تظهر على المضربين، أكد غنيم أن عدداً من المشاركين هبط مستوى السكر لديهم وبدأت علامات الإعياء الصحية تظهر على البقية كالتعب وبعض الأوجاع، مشدداً على أن عزيمة المشاركين عالية.
ويُذكر أن الإضراب جاء كذلك في سياق رفض الشلل السياسي المسيطر على الحالة الرسمية في الضفة الغربية، ومحاولة لخلق مساحة فعل جماهيري تستعيد زمام المبادرة من داخل فلسطين.
وقد عقد المضربون عن الطعام مؤتمرًا صحفيًا في مدينة البيرة أعلنوا فيه استمرارهم في الإضراب حتى وقف سياسة التجويع التي تطال أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في غزة، في ظل أوضاع إنسانية وصحية متدهورة وغياب الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء والماء.
وتزامنًا مع الإضراب المركزي في ساحة رام الله، يشهد الإضراب المفتوح عن الطعام امتدادًا شعبيًا لافتًا، مع إعلان عشرات الفلسطينيين من مختلف مناطق الضفة الغربية انضمامهم الفردي إلى الإضراب، من منازلهم أو أماكن عملهم، دعمًا لغزة ورفضًا لصمت العالم أمام جريمة التجويع الجماعي.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لدعوات مفتوحة من القائمين على الإضراب لتوسيع الضغط الشعبي وخلق ديناميكية مقاومة تتخطى المكان، وتحول الحياة اليومية إلى ساحة مواجهة سلمية ضد الإبادة.
وتحوّلت ساحة الإضراب إلى نقطة تلاقي لمبادرات شعبية وحراكات شبابية ونشطاء حقوقيين، حيث تُعقد الحوارات المفتوحة، وتُنظم الوقفات التضامنية، وتُرفع الشعارات الرافضة للتجويع والإبادة الجماعية.