توفي المسن الفلسطيني وجيه محمد قرعاوي (65 عامًا)، صباح اليوم السبت 2 آب/ أغسطس، إثر إصابته بنوبة قلبية خلال تفقده منزله المدمر في حي جبل الصالحين بمخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، وهو المنزل الذي أجبره الاحتلال "الإسرائيلي" على النزوح منه قسرًا قبل نحو ستة أشهر.
وبحسب مصادر محلية، وصل الحاج قرعاوي إلى منزله في وقت مبكر من صباح اليوم بعد مخاطرة كبيرة، ليتفاجأ بحجم الدمار الذي خلّفه جيش الاحتلال داخل المنزل، وفي الحي والمخيم بشكل عام، ما تسبب له بصدمة شديدة أدت إلى إصابته بجلطة قلبية توفي على إثرها فورًا.
وأفادت مصادر فلسطينية أن عددًا من العائلات الفلسطينية بدأت فعليًا بالعودة إلى حي جبل الصالحين في محيط مخيم نور شمس، رغم أن منازلهم مدمرة ومحروقة بالكامل، وذلك بعد تهجيرهم القسري خلال الاقتحامات المتكررة التي نفذها جيش الاحتلال خلال الأشهر الماضية ضمن عدوانه على مدينة طولكرم ومخيماتها.
ووفق المعلومات المتوفرة، صدر قرار "إسرائيلي" مفاجئ ضمن خطة معلنة، يقضي بالسماح لجزء من الأهالي بالعودة إلى المنطقة، في حين يمنع الجزء الآخر من العودة، حيث يجبرون على الإقامة في أماكن أخرى، أو يشترط عليهم السكن بجوار ثكنات عسكرية لا تزال قائمة في الموقع.
وبعد نزوح قسري دام أكثر من خمسة أشهر، تمكنت 9 عائلات فقط من أصل أكثر من 100 عائلة تقطن 60 بناءً من العودة إلى منازلها في الحي، في حين لا تزال حوالي 2000 عائلة ممنوعة من العودة، وسط أجواء من الخوف والرعب، بسبب استمرار التواجد العسكري "الإسرائيلي" الكثيف داخل المنطقة.
ويذكر أن منطقة جبل النصر المحاذية شهدت سابقًا عمليات اقتحام واسعة من قبل قوات الاحتلال، أسفرت عن تدمير محتويات عشرات المنازل، وإحراق عدد كبير منها، وهو ما انسحب على مناطق أخرى داخل المخيم ومحيطه.
وأشارت المصادر الفلسطينية إلى صدور أمر عسكري جديد يقضي بتمديد وجود قوات الاحتلال داخل المخيم حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، كما منع الفلسطينيون من الوصول إلى مناطق مرتفعة تعرف باسم "الأحراش".
ومؤخرًا، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ انسحاب تدريجي من بعض مناطق مخيمي طولكرم ونور شمس، ضمن اتفاق "إسرائيلي –أميركي" مع الحكومة الفلسطينية، تمهيدًا لتسليم السيطرة على المخيمين للسلطة الفلسطينية مع بداية شهر آب/ أغسطس الجاري.
وجاء الاتفاق بالتزامن مع زيارة ميدانية قام بها وزير الداخلية الفلسطيني برفقة مسؤولين أميركيين، حيث تم الاتفاق خلال اللقاءات على إعادة انتشار أجهزة السلطة الفلسطينية داخل المخيمات التي يحتلها جيش الاحتلال منذ أشهر.
وكان المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، مايكل آر. فينزل، قد أبلغ الجانب الفلسطيني بانتهاء العدوان "الإسرائيلي" على مخيم نور شمس، والذي خلّف دمارًا هائلًا شمل تجريف الشوارع والمنازل، وإجبار سكان المخيم على النزوح قسرًا.
وقد أسفر العدوان على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 14 فلسطينيًا، وتهجير أكثر من 25 ألفًا، بالإضافة إلى تدمير ما لا يقل عن 400 منزل بشكل كلي، وإصابة 2573 منزلًا بأضرار جزئية، بينما لا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالسواتر الترابية، في ظل تحويل المنطقة إلى مساحة شبه خالية من الحياة.