دخل الإضراب عن الطعام، الذي يخوضه عدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية، يومه العاشر في ساحة مركز "بلدنا" بمدينة رام الله، رفضًا للإبادة الجماعية في غزة، وسعيًا لكسر الصمت، وتحريك الشارع، وتوجيه رسالة قوية للرأي العام الفلسطيني والعربي.

وأطلقت الفعاليات الشعبية والحراكات الأهلية والوطنية في رام الله، دعوات إلى اعتصام ومسيرة كبرى مساء اليوم على دوّار المنارة عند الساعة الثامنة مساءً، رفضًا للإبادة الجماعية والتجويع والحصار المفروض على أهالي قطاع غزة.

وأوضح المنظمون أن الحشود ستتوجه مباشرة بعد الاعتصام إلى ساحة الإضراب في مركز "بلدنا"، تضامنًا مع المضربين عن الطعام، وتأكيدًا على استمرار الحراك الجماهيري الرافض للعدوان.

وخلال زيارته موقع الإضراب، أكد عضو الهيئة العامة للمؤتمر الوطني الفلسطيني، برهان السعدي، أن المضربين يتمتعون بصحة جيدة ومعنويات عالية، مشيرًا إلى تمسكهم بمواصلة الإضراب.

وأكد السعدي أن هناك جهودًا حثيثة لنقل هذه التجربة إلى مدن أخرى في الضفة الغربية، إلى جانب إطلاق فعاليات شعبية جديدة تهدف إلى كسر الصمت ورفض سياسة الإبادة والتجويع التي يتعرض لها أبناء غزة، قائلاً: إن العمل مستمر على تفعيل مدن الضفة دعمًا لغزة، ورفضًا للإبادة، وإن تجربة الإضراب يجري تطويرها وتوسيعها بالتنسيق مع مختلف المناطق.

يُذكر أن 35 فلسطينيًا يضربون عن الطعام في رام الله رفضًا لحرب التجويع في غزة، وقد انطلقت المبادرة يوم الخميس 24 تموز/يوليو 2025، بمشاركة 12 شخصية وطنية في مقدمتهم أحمد غنيم، عمر عساف، نبيل عبد الرازق، ربا النجار، جميلة عبد، وعصام أديب، وبدأت تتوسع تدريجيًا مع انضمام عدد متزايد من الناشطين والداعمين حتى بلغ عددهم 35 مضربًا ومتضامنًا.

وقال القيادي في حركة فتح وأمين سر لجنة المتابعة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، أحمد غنيم، في حديثه لبوابة اللاجئين، وهو من أوائل المبادرين للإضراب: إن هذه الخطوة جاءت كرد عملي على الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي يتعرض له سكان غزة، وتحمل رسالة ثلاثية الاتجاهات.

وأوضح غنيم أن المبادرة أُطلقت من مجموعة شخصيات وطنية، وهي صرخة بثلاث اتجاهات: أولها باتجاه شعبنا، والثانية نحو الشعوب العربية والإسلامية، والثالثة إلى شعوب العالم أجمع، من أجل النهوض ووقف حرب الإبادة والتجويع ضد أهل غزة.

دعوة إلى النفير الشعبي غدًا الأحد نصرةً لغزة والأسرى

في سياق متصل، وجّهت مؤسسات الأسرى، والقوى الوطنية والإسلامية، والفعاليات الشعبية، دعوة إلى المشاركة الفاعلة يوم غدٍ الأحد (3 آب/أغسطس 2025)، بمناسبة اليوم الوطني والعالمي نصرةً لغزة والأسرى، ورفضًا للإبادة الجماعية، وجريمة التجويع، والاستعمار، وسياسات التهجير القسري، وللتصدي للعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.

وأعلنت هذه القوى عن تنظيم وقفات احتجاجية في كافة محافظات الضفة الغربية، بالتزامن مع إضراب جزئي شامل من الساعة 11:30 صباحًا حتى الساعة 1:00 ظهرًا، طبقًا لقرار مشترك صدر عنها.

وجاء في البيان أن الثالث من آب/أغسطس يمثل محطة جديدة لاستعادة الدور الإنساني والشعبي والأخلاقي في مواجهة حرب الإبادة المستمرة.

ودعت القوى الوطنية إلى رفع الصوت الفلسطيني عاليًا، إلى جانب صوت الأحرار في العالم، كضرورة لاستعادة القيم الإنسانية التي تخضع اليوم لأقصى اختبار، مؤكدة أن المشاركة الشعبية تمثل استجابة للتضحيات الكبرى التي يدفعها هذا الشعب، ودماء الشهداء، وصمود الأسرى في سجون الاحتلال.

كما دعت اللجنة العليا للأسرى المحررين المبعدين، جماهير الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجدهم، إلى المشاركة الواسعة في اليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى.

وفي بيان صادر عنها من القاهرة يوم السبت 2 آب/أغسطس، وجّهت اللجنة نداءً إلى الرجال والنساء، الشباب والشيوخ، للنزول إلى الميادين والشوارع في أوسع حراك شعبي وجماهيري، رفضًا للمجازر المستمرة في قطاع غزة، وتضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وجاء في البيان: "في ظل استمرار المجازر والدمار في غزة، وتفاقم معاناة أسرانا الأبطال، وفي ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ معلن؛ نطلقها صرخة عالية من قلوب لا تنام إلا على حلم الحرية والكرامة".

وأكدت اللجنة أن الحراك الشعبي في هذا اليوم هو رسالة إلى العالم بأن غزة ليست وحدها، وأن الأسرى لن يتركوا للنسيان، مضيفة: "لتكن مياديننا مشتعلة بالغضب، وشوارعنا منابر للحق، من أجل شعب يُذبح على مرأى العالم، وأسرى يستحقون الحرية والكرامة".

وختم البيان بالقول: "نحن لا نملك ترف الصمت، ولا نحسن الانتظار... آن الأوان أن نعيد للقضية حضورها، وأن نُسمع صوتنا في كل مكان".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد