أفادت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، اليوم السبت 2 آب/ أغسطس، بوفاة الفتى عاطف أبو خاطر (17 عامًا)، نتيجة سوء التغذية والمجاعة التي تضرب قطاع غزة منذ أشهر، في ظل استمرار الحصار "الإسرائيلي" ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن الطفل عاطف كان قد أُدخل قبل أكثر من أسبوعين إلى مستشفى الحلو الأهلي في مدينة غزة، بعد إصابته بتدهور صحي مفاجئ، ناجم عن فقدان لافت في الوزن وقد تدهورت حالته الصحية خلال الأيام الأخيرة إلى أن فارق الحياة صباح اليوم، بسبب الجوع الشديد ونقص التغذية، دون أن يكون مصابًا بأي أمراض سابقة.
وقال والد الطفل عاطف في تصريحات لوكالة الأناضول: إن نجله أمضى 20 يومًا داخل مستشفى الحلو الدولي بسبب تدهور كبير في وضعه الصحي إثر إصابته بسوء التغذية، مشيرًا إلى أن ابنه لم يكن يعاني من أي مرض مزمن أو عرضي قبل تلك الفترة.
وأكد الوالد المكلوم أن "تدهور وضعه الصحي ارتبط بشكل مباشر بالتجويع الإسرائيلي وسوء التغذية"، مشددًا على أن لا طعام ولا شراباً متوفر، وإن وُجد في الأسواق، فليس لدى العائلات القدرة على شرائ،ه موضحا أن نجله فارق الحياة بعد ساعات من تلقيهم وعودًا بإمكانية نقله للعلاج في الأردن، لكن "قدر الله كان أسرع".
وأشار أحد أقارب الفتى إلى أن عاطف كان يزن نحو 70 كيلوغرامًا قبل إصابته بسوء التغذية، وانخفض وزنه ليصل إلى 15 كيلوغرامًا فقط نتيجة التجويع "الإسرائيلي" المستمر وغياب أدنى مقومات الحياة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا سياسة التجويع "الإسرائيلية" إلى 162 حالة وفاة، بينهم 92 طفلًا، بعد تسجيل ثلاث حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وكانت المصادر الطبية قد أعلنت قبل أيام استشهاد 8 فلسطينيين بسبب المجاعة وسوء التغذية، في ظل تفشي الجوع وتفاقم الأزمة الصحية التي تلاحق مئات الآلاف من سكان القطاع.
فيديو ذو صلة
ووفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، فإن ربع الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون ظروفًا أشبه بالمجاعة، في وقت يعاني فيه ما لا يقل عن 100 ألف طفل وسيدة من سوء التغذية الحاد.
وبدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية بين سكان القطاع، خاصة الأطفال دون سن الخامسة، وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، محذّرة من أن الحصار "الإسرائيلي" المتعمد وتأخير دخول المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة.
وأوضحت المنظمة أن واحدًا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، في مؤشر خطير على انهيار منظومة الأمن الغذائي والصحي.
في السياق ذاته، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الجمعة، من أن أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق نتيجة المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية بفعل الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة.
أما وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" فقد أكدت أن حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعفت بين مارس/آذار ويونيو/حزيران 2025، مشيرة إلى أن استمرار الحصار يحول دون تحسين الوضع الغذائي، ويزيد من تفشي الكارثة.
ومنذ 2 مارس/آذار 2025، تواصل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما ساهم بشكل مباشر في تفشي المجاعة بين سكان القطاع، وسط ارتفاع يومي في حالات وفيات المجاعة.