نفّذت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سلسلة نشاطات ميدانية وإدارية يوم الاثنين 5 آب/ أغسطس، شملت زيارة مسؤولين كبار من الوكالة إلى مخيم مار الياس في بيروت، وإطلاق مبادرة نوعية لمكافحة تعاطي المخدرات بتمويل من الحكومة الفرنسية، إلى جانب لقاء دبلوماسي جمع مديرة شؤون الوكالة في لبنان دوروثي كلاوس بالسفير الإندونيسي.
وترأس الوفد الزائر مدير برنامج الصحة في "أونروا"، الدكتور أكيهيرو سيتا، ورافقته مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، الدكتورة دوروثي كلاوس، وعدد من كبار موظفي الوكالة.
واستهل الوفد زيارته بلقاء مع فريق الإغاثة والخدمات الاجتماعية في منطقة المصيطبة ببيروت، حيث جرى استعراض سير العمل اليومي والتحديات التي يواجهها الموظفون، لا سيما في مجال إدارة الحالات النفسية، والحاجة إلى اختصاصيين وأطباء نفسيين، إضافة إلى المخاوف المتصاعدة من انتشار تعاطي المخدرات، والحاجة إلى نظام إحالة فعّال لمعالجة هذه الظاهرة.
كما شملت الجولة زيارة إلى المركز الصحي في مخيم مار إلياس، حيث اطّلع الوفد على أقسام المركز وخدماته، واستمع إلى الكوادر الطبية حول أبرز التحديات التي تواجه المرضى من لاجئي فلسطين، خصوصًا فيما يتعلق بعدم قدرتهم على تغطية نفقات الاستشفاء في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع كلفة الرعاية الصحية، فضلًا عن القيود المالية التي تعاني منها "أونروا".
واختتمت الفعالية بجولة ميدانية داخل المخيم للاطلاع على واقع اللاجئين المعيشي والاستماع إلى هواجسهم بشكل مباشر.
وفي اليوم ذاته، أعلنت "أونروا" عن إطلاق مبادرة"تعزيز الوصول إلى خدمات التأهيل وإعادة الاندماج"، بدعم من الحكومة الفرنسية، والتي تهدف إلى دعم لاجئي فلسطين الذين يعانون من الإدمان ومساندة عائلاتهم، عبر مقاربة تركز على التعافي وإعادة الاندماج في المجتمع.
وكانت أولى محطات هذا البرنامج بتنظيم ورشة تدريبية لبناء قدرات الطواقم العاملة، بالتعاون مع مركز "سيدر لإعادة التأهيل"، حيث شارك 16 موظفًا من فرق الدعم النفسي الاجتماعي والإغاثة والخدمات الاجتماعية في تدريب مكثّف زوّدهم بأدوات ومهارات عملية لتحديد حالات الإدمان والتعامل معها بشكل آمن وإنساني يراعي الخصوصيات النفسية والاجتماعية.
وأكدت الدكتورة دوروثي كلاوس، في كلمة لها خلال إطلاق المبادرة، أن "هذا البرنامج يشكل خطوة هامة في التصدي لتحد حقيقي داخل المجتمع الفلسطيني"، مشددة على أهمية الشراكات مع خبراء مختصين، وعلى ضرورة تعزيز قدرات الطواقم الميدانية من أجل تقديم دعم فعال للاجئين الذين يعانون من الإدمان، ومرافقة عائلاتهم في رحلة التعافي.
وفي ختام جدول اليوم، التقت الدكتورة كلاوس بالسفير الإندونيسي في لبنان، السيد ديكي كومر، حيث أطلعته على الأوضاع الصعبة التي يمر بها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، بما في ذلك التحديات المالية المتزايدة التي تواجه "أونروا".
وتناول اللقاء قضايا الشباب، والتنمية، ودعم الأطفال، كأولويات مشتركة وفرص محتملة للتعاون في المستقبل، فيما شدّدت كلاوس خلال اللقاء على أن "أونروا" تظل المزود الوحيد للخدمات الأساسية للاجئي فلسطين في لبنان، وأن استمرار دعم المجتمع الدولي هو أمر حيوي لضمان كرامة وحقوق هؤلاء اللاجئين.