كثف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من غاراته العنيفة على قطاع غزة مع استمرار حرب الإبادة، حيث استهدف عدداً من منازل العائلات الفلسطينية إلى جانب طالبي المساعدات، ما أسفر عن ارتقاء حصيلة جديدة من الشهداء والجرحى، وسط تصاعد التحذيرات الدولية من نفاد المخزون الغذائي بشكل كامل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 100 شهيد، بينهم 11 جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى 513 إصابة، مشيرة إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
وبحسب البيان، ارتفعت حصيلة العدوان "الإسرائيلي" المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 61,599 شهيدًا و154,088 إصابة، فيما بلغت الحصيلة منذ 18 آذار/مارس 2025 وحتى اليوم 10,078 شهيدًا و42,047 إصابة.
وفيما يتعلق بضحايا المساعدات، أوضحت الوزارة أن المستشفيات سجلت خلال الساعات الماضية 31 شهيدًا و388 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء "لقمة العيش" إلى 1,838 شهيدًا وأكثر من 13,409 إصابات.
كما سجّلت الوزارة 5 حالات وفاة، من بينهم طفلان، جراء المجاعة وسوء التغذية خلال اليوم الأخير، لترتفع حصيلة وفيات الجوع إلى 227 حالة، بينهم 103 أطفال.
وفي سياق العدوان المتواصل، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عن ارتقاء خمسة وأربعين فلسطينيًا منذ فجر اليوم، وذلك في سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع موضحًا أن الغارات والقصف المدفعي طالت أحياء سكنية ومناطق مكتظة بالسكان ما أسفر أيضًا عن وقوع عشرات الإصابات وسط استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت الركام.
وشهدت مدينة غزة في الساعات الماضية استهداف الاحتلال منازل لعائلات عدة، إذ ارتقى أربعة فلسطينيين، وأصيب اثنان في قصف استهدف منزلًا لعائلة الحصري في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة كما استشهد أربعة آخرين وفقد عدد من الأشخاص في قصف آخر طال منزلًا لعائلة النديم في شارع النديم بحي الزيتون.
وفي شمال المدينة استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف جوي استهدف منطقة قرب بركة الشيخ رضوان، فيما أسفر قصف آخر لطائرات الاحتلال على شقة سكنية في منطقة الصحابة وسط غزة عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة عدد من المدنيين.
وفي جنوب مدينة غزة استشهد فلسطيني، وفقد آخرون في قصف استهدف منزلًا لعائلة سلمي غرب الكلية الجامعية.
وفي جنوب القطاع استشهد خمسة فلسطينيين بينهم أب وأم وطفلاهما، وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في حارة المجايدة بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، كما أكد الدفاع المدني استشهاد ضابط إطفاء ووالداه في استهداف آخر لخيام منطقة المواصي.
وفي وسط القطاع أفاد مستشفى العودة باستشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم.
وفي سياق متصل توفي الطفل جمال فادي النجار البالغ من العمر خمس سنوات في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة بعد معاناته من سوء التغذية الحاد نتيجة حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال على القطاع في ظل النقص الحاد في الغذاء والرعاية الصحية.
وفي سياق متصل، أعلن مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح عن استقبال عشرة أسرى محررين بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال حيث يخضعون للفحوصات الطبية اللازمة جراء ما تعرضوا له من ظروف اعتقال قاسية.
ارتفاع وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 227 شهيدا
ومع ارتفاع وفيات الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 227 شهيداً، شدد برنامج الأغذية العالمي على أن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات لا تكفي لمنع المجاعة التي تهدد نحو 500 ألف شخص، مؤكداً أن تحقيق الاستجابة الفعالة يتطلب إدخال المساعدات عبر المعابر البرية لضمان وصولها بكفاءة وسرعة.
ومن جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية أن الأوضاع الصحية في غزة وصلت إلى مستوى كارثي مع تجاوز الطاقة الاستيعابية للمستشفيات 300% ونفاد معظم الأدوية الحيوية، مشيرة إلى انتشار المجاعة في مختلف مناطق القطاع وتسجيل وفيات عديدة جراء سوء التغذية في ظل انهيار كامل للبنية التحتية الصحية.
وكشفت المنظمة أن 80 شاحنة محملة بالمساعدات الطبية دخلت غزة منذ يونيو، لكنها غير كافية، كما منعت السلطات الإسرائيلية دخول معدات طبية وصلت إلى مطار بن غوريون، فيما حذرت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من خطر يهدد حياة الأطفال بعد وفاة أكثر من 100 طفل منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 بسبب سوء التغذية، مطالبة بتدخل دولي عاجل لتوفير الغذاء والمساعدات الطبية اللازمة.