مخاوف من اغتيال الأسير مروان البرغوثي بعد تهديد "بن غفير"

الجمعة 15 اغسطس 2025
"بن غفير" يقتحم زنزانة القائد الفلسطيني مروان البرغوثي ويهدده
"بن غفير" يقتحم زنزانة القائد الفلسطيني مروان البرغوثي ويهدده

تصاعدت المخاوف على حياة الأسير القائد مروان البرغوثي، أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية، عقب اقتحام ما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" "إيتمار بن غفير"، زنزانته في سجن "ريمون" وسط فلسطين المحتلة، وتهديده بشكل مباشر بالقتل، في خطوة وصفت بأنها تكشف "عقلية الانتقام والتحريض" التي تتحكم بمنظومة السجون "الإسرائيلية".

إعلان نوايا واضح لتصفية البرغوثي

مكتب إعلام الأسرى، ومؤسسات وشخصيات فلسطينية، أدانوا بشدة الحادثة، معتبرين أن تهجم "بن غفير" على البرغوثي، الذي يقضي منذ نيسان/ إبريل 2002 خمسة أحكام بالسجن المؤبد و40 عاماً إضافياً، يعكس سياسة انتقامية ممنهجة تحوّل مصلحة السجون إلى أداة للعقاب الجماعي، تقوم على إذلال الأسرى وحرمانهم من أبسط الحقوق في ظل ظروف اعتقال قاسية.

اقتحام الزنزانة الانفرادية للبرغوثي، الذي تم أمس الخميس 14 آب/أغسطس، وثّقتها وسائل إعلام عبرية بمقطع مصور أظهر البرغوثي بملامح هزيلة وحالة صحية متدهورة، بينما كان "بن غفير" يوجه له تهديداً مفاده: : "من يقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا"!

رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، وصف التهديد بأنه "إعلان واضح عن نوايا الاحتلال في تصفية البرغوثي واغتيال قادة الحركة الأسيرة"، وحذّر من استمرار الاعتداءات التي يتعرض لها في العزل الانفرادي بسجن "ريمون" إلى جانب عشرات القيادات، وسط حرمانهم من العلاج والزيارات، وتعرضهم لاعتداءات جسدية خلال عمليات القمع.

كما أدان حزب التجمع الوطني الديمقراطي، التحريض المباشر والخطير على حياة أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة، مؤكداً أن استهداف البرغوثي ستكون له تبعات خطيرة، وأن قضية الأسرى ستبقى في صدارة النضال الفلسطيني حتى نيل حريتهم.

تجاوز لكافة الخطوط الحمراء

من جهته، حمّل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين رائد أبو الحمص، الوزير المتطرف وحكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي، ووصف اقتحام "بن غفير" لزنزانته برفقة وحدة قمع خاصة بأنه "تجاوز لكافة الخطوط الحمراء"، ودليل على نوايا خطيرة تجاه القائد المعروف بـ"أبو القسام".

أبو الحمص شدد على أن "بن غفير" مارس التعذيب أمام عدسات الكاميرا وله سجل حافل بالحقد والعنصرية، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى الانتصار لأبو القسام، والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية له، في ظل استمرار تصاعد الانتهاكات ضد الأسرى منذ اندلاع الحرب على غزة.

"فتح" تحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي

كما حمّلت حركة (فتح) التي ينتمي إليها البرغوثي في بيان لها اليوم الجمعة 15 آب/ اغسطس، حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن حياة عضو لجنتها المركزية الأسير القائد مروان البرغوثي، مؤكدة أن تهديدات الاحتلال لن تنال من عزيمته وصموده وإرادته خلف القضبان.

وأوضحت الحركة، في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، أن تهديد وزير ما يسمى الأمن القومي المتطرف "إيتمار بن غفير" للأسير البرغوثي يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق والتشريعات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة، مشيرة إلى أن هذا التهديد يندرج ضمن سلسلة من الإجراءات القمعية الممنهجة التي تمارسها منظومة الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات بقيادة وزير متطرف "موسوم دوليًا بالفاشية والإجرام".

ودعت "فتح" المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، وفي مقدمتهم الأسير القائد مروان البرغوثي، مؤكدة أن ممارسات الاحتلال القمعية والتنكيليّة تمثل ضربًا سافرًا بعرض الحائط للقانون الدولي وكافة الاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة.

وما يسمى بـ "وزير الأمن القومي" "ايتمار بن غفير"، وهو أحد اركان الحكومة اليمينية المتطرفة في كيان الاحتلال، يسعى منذ تسلمه منصبه أواخر عام 2022، إلى فرض سياسات قمعية مشددة داخل السجون "الإسرائيلية" أدت إلى تدهور ملحوظ في أوضاع الأسرى الفلسطينيين، انعكس في انخفاض كبير بأوزانهم نتيجة تقليص كميات الطعام وتردي شروط المعيشة، وارتقاء أكبر عدد منهم داخل السجون منذ عامين بسبب التعذيب الوحشي والإهمال الطبي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد