تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على أحياء غزة لليوم الـ680 على التوالي حيث تصاعدت عمليات القصف الجوي والمدفعي في حي الزيتون والمناطق الشرقية ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين تحت وطأة القصف المستمر فيما ارتقى عشرات الشهداء بينهم عائلات كاملة وأطفال خلال استهداف خيام النازحين ومنازل المدنيين وسط وجنوب القطاع بالإضافة إلى استهداف متعمد لطالبي المساعدات عند نقاط التوزيع.

ففي مدينة غزة أجبرت قوات الاحتلال آلاف السكان على النزوح من حي الزيتون جنوب شرق المدينة وسط عمليات نسف ممنهجة للمنازل بالمتفجرات كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية حي الصبرة ما أدى إلى استشهاد مدير أوقاف شمال غزة مرسي سلمان.

أما وسط القطاع فأسفر قصف منزل في مخيم البريج عن استشهاد ستة فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال بينما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة نازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى ما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة آخرين في الجريمة الـ13 من نوعها ضد المستشفيات منذ بداية الحرب.

وصرّح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن قصف مستشفى شهداء الأقصى يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي مؤكداً أن القصف طال خيمة نازحين مساء الجمعة فوق العيادة الخارجية ما أودى بحياة مدنيين وألحق أضراراً مادية وعرّض حياة مرضى الباطنة للخطر المباشر حيث لم يبعد موقع القصف سوى أمتار قليلة عن أقسام المستشفى.

وفي جنوب القطاع شنّ الاحتلال غارات عنيفة على خانيونس واستهدف خيمة نازحين في منطقة المواصي ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وزوجته كما أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد مدنيين وإصابات برصاص الاحتلال قرب مراكز المساعدات شمال رفح.

شمال غزة ارتقى تسعة فلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات في منطقة زكيم شمال غرب المدينة بينما استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صيادين في بحر غزة ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخر.

الأمم المتحدة تحذر: 1760 شهيداً أثناء انتظار المساعدات والمجاعة تتفشى

وفي السياق، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية ما لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات بسرعة وأمان ودون قيود، فيما أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان استمرار الهجمات "الإسرائيلية" على الفلسطينيين الذين يحاولون تأمين قوافل المساعدات، مؤكداً أن هذه الهجمات تسببت بتفشي المجاعة.

وأوضح المكتب أنه وثّق منذ مطلع أغسطس/آب الجاري 11 هجوماً على فلسطينيين خلال عملهم في حماية القوافل الإنسانية بشمال ووسط القطاع، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 46 فلسطينياً معظمهم من أفراد الأمن المرافقين للقوافل، إضافة إلى طالبي المساعدات.

وأكد المكتب أن هذا النمط المتكرر من الاستهداف يشير إلى تعمد القوات "الإسرائيلية" مهاجمة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

كما دعا المكتب، في بيان، القوات "الإسرائيلية" إلى ضرورة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لتسهيل وحماية إيصال المساعدات الإنسانية وغيرها من الضرورات الحياتية لقطاع غزة وداخلها، منبها إلى أن هذه الهجمات "ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة".

يأتي ذلك بينما وثقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، استشهاد 1760 فلسطينياً على الأقل في أثناء انتظارهم المساعدات في غزة منذ أواخر مايو/ أيار الفائت، في عدد يتجاوز بمئات الأشخاص ذاك المسجّل مطلع أغسطس/ آب الجاري، 

ووفق المفوضية، فإن 994 من هؤلاء تم اغتيالهم عند مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، فيما اغتيل 766 على طرق قوافل الإمدادات".

وقال مكتب المفوضية في الأراضي الفلسطينية إن "الجيش الإسرائيلي ارتكب معظم عمليات القتل هذه" مشيراً إلى أنّه "على علم بوجود عناصر مسلّحة أخرى في المناطق ذاتها"، وأوضح أنه "ليست لديه معلومات تشير إلى تورّطهم في هذه الجرائم".

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد