شهد مكتب وكالة غوث وتشغيل االلاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة طرابلس شمالي لبنان حالة من الغضب والتوتر، بعدما اقتحم عدد من الناشطين الفلسطينيين المهجرين من سوريا مقر الوكالة، احتجاجاً على "سياسة القضم والمماطلة" في صرف المساعدات المالية التي تمثل شريان الحياة الوحيد لعائلاتهم.
المحتجون الذين دخلوا المكتب بعد صلاة أمس الجمعة 15 آب/ اغسطس، رفعوا أصواتهم بوجه موظفي الوكالة، مؤكدين أنهم يعيشون حالة انهيار معيشي شامل نتيجة تقليص المساعدات وتأخرها لأشهر طويلة، حيث لم تصلهم المستحقات التي وُعدوا بها منذ خمسة أشهر، في وقت لا يجدون فيه ما يسد رمق أطفالهم أو يغطي إيجار بيوتهم، بحسب تأكيداتهم.
وقال أحد اللاجئين الغاضبين: "أقسم بالله تعبنا، لا طعام ولا شراب ولا مأوى، المساعدة التي تعطينا إياها الأونروا لا تكفي نصف إيجار البيت، نحن لسنا سياحاً في لبنان، نحن مهجرون جئنا لنستر عائلاتنا، لكن الوكالة تتركنا للموت البطيء."
آخرون اتهموا "أونروا" بخداع اللاجئين عبر الوعود الكاذبة، مشيرين إلى أن الوكالة أعلنت سابقاً أنها ستمنح 150 دولاراً في بداية العام و150 دولاراً في نهايته على سبيل المساعدة الشتوية، لكنها لم تلتزم، بل قامت بتجزئة الدفعات وتأجيلها، تاركة آلاف العائلات تواجه المصير المجهول.
كما تحدث أحد الآباء عن ابنته المريضة التي تركها على سرير المستشفى لعدم امتلاكه المال لإجراء عملية جراحية لها، فيما أشار آخر إلى أن ابنه ينام على الأرض لغياب الفراش والغطاء، وأضافوا: "الأونروا تبرر، بينما نحن نموت جوعاً وعطشاً."
اللاجئون حمّلوا إدارة الوكالة المسؤولية المباشرة عن انفجار الأوضاع الاجتماعية والمعيشية، وحذروا من أن سياسة المماطلة لم تعد تُحتمل. وأكدوا أن صبرهم بدأ ينفد، وأن التحركات ستتصاعد حتى استعادة كامل حقوقهم المالية، داعين المجتمع الدولي إلى التدخل قبل وقوع الكارثة.
ويشار إلى أن العام 2025 الجاري لم يشهد سوى صرف دورتين من المساعدات المالية لفلسطينيي سوريا في لبنان، ما فاقم أوضاع اللاجئين في ظل الغلاء الفاحش وتدهور الاقتصاد اللبناني، علمًا أن الوكالة كانت قد أعلنت سابقاً عن تلقيها تمويلاً، يغطي المعونات الدورية، قبل أن تتراجع، وتكتفي بصرف مبلغ عن دورة واحدة فقط دون تعويض عن الدورات السابقة، وهو ما فجّر موجة من الاحتجاجات في صفوف فلسطينيي سوريا في لبنان.