كشف  محمد نجل الأسير المناضل نضال أبو عكر (56 عامًا) تفاصيل ما يتعرض له والده الأسير القيادي ن من مخيم الدهيشة للاجئين ببيت لحم، عقب قرار سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" الذي خيّره بين البقاء في المعتقل أو الإبعاد خارج فلسطين، في إطار سياسة المساومة والضغط التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الأسرى.

وأكد محمد أن والده يرفض بشكل قاطع ما وصفه بـ"الخلاص الفردي"، مشددًا على موقفه الوطني الواضح والثابت في الانحياز لقضية شعبه والتمسك بالثوابت الوطنية الأصيلة، ورفض أي صيغة إبعاد مقابل الإفراج.

محمد أبو عكر، نجل الأسير القيادي نضال أبو عكر، وصف والده بأنه من الحالات النادرة التي أمضت سنوات طويلة في سجون الاحتلال، وتعرض للاعتقال الإداري بشكل متكرر منذ الانتفاضة الأولى وحتى اليوم، مؤكداً أنه من الشخصيات الوطنية العامة التي نجحت في التشبيك بين الأجيال الثورية، خاصة أنه اعتُقل منذ الانتفاضة الأولى وحتى ما بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقال: إن اعتقاله الأخير يُشكل حالة استثنائية، إذ قارب على أربع سنوات متواصلة بالاعتقال الإداري، وهو ما يجعله نموذجاً فريداً في هذا الزمن، لما يمثله من قناعة راسخة بالإيمان المطلق بعدالة القضية الفلسطينية وحتمية الانتصار، وهو ما يمنحه الهالة الوطنية والثورية المميزة له.

وأوضح محمد أن الاحتلال عرض على والده خيار الإبعاد مقابل الإفراج عنه، في محاولة لمساومته، غير أنه يرفض بشكل قاطع الخلاص الفردي، ويؤكد تمسكه بقضايا الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية الأصيلة.

وبيّن أن والده أمضى ما مجموعه 22 عاماً في سجون الاحتلال، بينها 15 عاماً بالاعتقال الإداري، وخاض عام 2015 إضراباً مفتوحاً عن الطعام ضد هذه السياسة، لكنه ظل "سيفاً مسلطاً على رقاب الفلسطينيين"، حيث أعيد اعتقاله وهو ما جعله يُلقب بـ"أيقونة الاعتقال الإداري".

وتعود معاناة الأسير أبو عكر إلى طفولته، إذ اعتقل لأول مرة وهو في سن 11 عامًا، ومنذ الانتفاضة الأولى توالت اعتقالاته المتكررة، وتعرض خلالها لمختلف أشكال التضييق والملاحقة، كما تعرضت عائلته للاعتداءات واقتحام المنزل عدة مرات، واعتُقل نجله محمد مرارًا، فيما طالت الاعتداءات زوجته وأولاده أيضًا.

إلى جانب مسيرته النضالية، عمل أبو عكر مديرًا لإذاعة "صوت الوحدة"، ومقدّمًا لبرنامج "في زنازينهم" الذي سلط الضوء على قضايا الأسرى ومعاناتهم داخل السجون، كما كان ناشطًا بارزًا في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلا أن سنوات الأسر المتواصلة لم تترك له سوى عامين فقط خارج السجن خلال آخر عقدين من حياته، ما حال دون انتظام عمله الصحفي وحرم عائلته من وجوده.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد