كشف الأسير القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، حسن سلامة، في رسالة نقلها إلى زوجته غفران زامل، عن سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض لها داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي" وسط تصاعد الجرائم "الإسرائيلية" بحق الأسرى والأسيرات.
وتحدث سلامة عن التعذيب الممنهج الذي تعرض له عقب نقله من زنازين عزل سجن "مجدو" إلى عزل "جانوت" ضمن السياسة "الإسرائيلية" التصعيدية بحق الأسرى الفلسطينيين المعزولين.
وأشار سلامة في رسالته إلى أنه تعرض للضرب المبرح لحظة وصوله إلى زنازين "جانوت"، ما أدى إلى إصابته بجرح مفتوح في الرأس، وتم تركه ينزف وهو مقيّد اليدين لأكثر من ساعتين دون تقديم أي إسعافات طبية.
وأكد أن جميع الأسرى الذين نُقلوا معه واجهوا الاعتداء نفسه، خاصة على منطقة الرأس، في مشهد يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى المعزولين.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى أن هذه الاعتداءات ليست جديدة، بل هي استمرار لسلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال، لا سيما في الزنازين الانفرادية، حيث تفتقر الإدارة لأي رقابة حقيقية، في ظل غياب كامل لأي تدخل حقوقي أو دولي فعال.
وبيّن المكتب أن الانتهاكات السابقة في سجن "مجدو" كانت أشد قسوة، وشملت الإهانة والسحل والدعس على الرأس، إضافة إلى ممارسات تنكيلية أخرى تعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان.
وأضاف مكتب إعلام الأسرى أن حسن سلامة يعاني منذ فترة طويلة من تدهور حاد في حالته الصحية نتيجة سياسة التجويع والإهمال الطبي المتعمد، فقد انخفض وزنه إلى 62 كيلوغرامًا، وتساقطت أسنانه، وضعف بصره بشكل كبير، ويعاني من هزال شديد وصداع دائم، نتيجة رفض إدارة السجون منحه النظارة الطبية التي يحتاجها بشدة لتحسين رؤيته.
ويُعد حسن سلامة أحد أبرز قادة كتائب القسام، وينحدر من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وقد اعتقل في مدينة الخليل عام 1996 وحُكم عليه بالسجن 48 مؤبدًا وثلاثين عامًا إضافية.
وقد أمضى منها 13 عامًا في العزل الانفرادي. ووجهت له تهم بالانتماء لحركة حماس وجناحها العسكري، وقيادته لعمليات "الثأر المقدس" التي نُفذت رداً على جريمة اغتيال القائد في القسام يحيى عياش، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات "الإسرائيليين".
وأكد المكتب أن سياسة استهداف الأسرى المعزولين تأتي ضمن خطة ممنهجة من إدارة السجون لزيادة الضغط النفسي والجسدي على الأسرى، مطالبًا المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات وضمان سلامة الأسرى وتحسين ظروف احتجازهم، بما يتوافق مع القانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لمراقبة أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وسط تقارير متكررة عن تعرضهم للضرب والتعذيب وسوء المعاملة، خاصة في الزنازين الانفرادية، الأمر الذي يشكل تهديدًا على حياتهم.