عادت مستشفى بلسم (تل الزعتر) في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان، لتتصدر المشهد مجدداً، وهذه المرة ليس بسبب إغلاقها نتيجة التعديات على المولد كما جرى مؤخراً، بل بسبب سلسلة استقالات طالت الكادر الإداري، أبرزها استقالة المدير الإداري محمود شراري والمدير المالي محمود الخطيب، اللذين أعلنا انسحابهما من إدارة المستشفى احتجاجاً على الضغوط المتزايدة والرواتب المتدنية والوعود غير المنفذة من قبل المعنيين.
وكان مدير المستشفى الدكتور زيدان المصري قد أغلق أبواب المستشفى لفترة من الزمن في وقت سابق، بعد تفاقم أزمة التعديات على مولد الكهرباء، قبل أن يعيد فتحها عقب تدخل القوة الأمنية لإزالة الخطوط المخالفة وإعادة الأمور إلى نصابها.
وتابع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ملف الاستقالات وما إذا كان لهذا الملف المتشابك علاقة مباشرة باستقالة شراري والخطيب.
وفي مقابلة مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أكد محمود الخطيب، المدير المالي للمستشفى، أن استقالته مع المدير الإداري جاءت نتيجة "الضغوط الكبيرة التي مورست علينا خاصة بعد إزالة التعديات، إلى جانب الرواتب المتدنية التي لم يجرِ تحسينها رغم الوعود المتكررة".
وقال الخطيب: "أنا شخصياً أرهقت وتعبت تماماً. أحمل ثلاثة ملفات داخل المؤسسة، ومع ذلك الرواتب بقيت متدنية، بل تزداد سوءاً. بدأنا العمل بمرتب منخفض على أمل تحسينه، لكن كل الوعود لم تنفذ".
وأضاف: "وصلنا إلى مرحلة لم يعد بإمكاننا الاستمرار، في ظل الوضع المعيشي الصعب، فاتخذنا قراراً بالبحث عن الأفضل".
وأشار إلى أن الضغوط لم تتوقف عند الجانب المعيشي، بل ازدادت بعد إزالة التعديات، وقال: "الناس ضغطت علينا كثيراً لإعادة الخطوط المخالفة بعد إزالتها، لكننا لن نكون يداً في الفساد داخل هذه المؤسسة. نجحنا في إنهاء مشكلة عمرها أكثر من خمسين سنة، خطوة مهمة لتحسين المستشفى، لكن بعض النافذين يحاولون إعادة التعديات بالضغط والاتصالات".
وأكد الخطيب أن تراكم هذه الظروف، من ضغوطات ووعود غير منفذة وتدني المعاشات، دفعهما للاستقالة، موضحاً أن "العمل داخل المخيمات، خصوصاً في المجال الطبي، صعب للغاية، والتعامل مع الناس معقد، وهناك من يحاول تفريغ هذه المؤسسات من دورها وإيصالها إلى الخراب".
وختم قائلاً: "هذه المستشفيات هي الوحيدة التي تقف مع اللاجئين، وتساندهم في الأزمات، ما يحدث يدعو للتساؤل: من يريد خرابها؟ وما الذي يُحاك لها؟ الله أعلم".
وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى بلسم في مخيم الرشيدية كانت قد أغلقت أبوابها مؤقتاً في منتصف آب/أغسطس الجاري، احتجاجاً على التعديات المستمرة على مولد الكهرباء الخاص بها، قبل أن تعيد فتح أبوابها بعد تدخل القوة الأمنية في المخيم وإزالة جميع المخالفات. وأكد مدير المستشفى الدكتور زيدان المصري آنذاك أن المستشفى باتت مجهزة بالكهرباء على مدار الساعة، ما أتاح استئناف استقبال المرضى بشكل طبيعي، وسط تأكيد الكادر الطبي والإداري التزامه بتقديم الرعاية الصحية لأبناء المخيم.