ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة بحق النازحين بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة حيث ارتقى 17 شهيداً بينهم أطفال بقصف مدفعي طال الخيام صباح اليوم السبت 23 آب/ أغسطس، مع تواصل الغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة في ظل عمليات التدمير بحي الزيتون ومحاولات التوغل بجباليا تزامناً مع الكارثة الإنسانية المستمرة والدعوات الدولية لإيقاف المجاعة.
وأفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 34 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ فجر اليوم بينهم 17 بمجزرة وقعت بمنطقة أصداء بمدينة خان يونس إلى جانب إصابة عدد آخر في القطاع.
وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف مُسيرة "إسرائيلية" خيام نازحين في مواصي القرارة شمالي خان يونس في جنوب القطاع بينما أفاد مستشفى الكويت باستشهاد 4 أطفال وإصابة آخرين إثر غارة "إسرائيلية" على خيام النازحين شمال خان يونس.
وفي مدينة رفح أصيب عدد من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب مركز لتوزيع المساعدات.
ووسط قطاع غزة، أكد مستشفى العودة أن عددًا من الفلسطينيين أصيبوا جراء استهداف طائرات مسيرة لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" لشقة سكنية بمخيم النصيرات.
وفي مخيم المغازي أفاد مصدر بمستشفى شهداء الأقصى بارتقاء شهيدين ووقوع مصابين في قصف "إسرائيلي" استهدف منزلا.
وتشهد مدينة غزة استمرار العملية العسكرية "الإسرائيلية" لليوم الرابع عشر على التوالي وسط غارات وقصف مدفعي وتدمير للمباني السكنية، بينما تواصل قوات الاحتلال عبر الدبابات التوغل باتجاه وسط الحي تحت غطاء ناري كثيف في إطار عملية "عربات جدعون 2" الهادفة للسيطرة على مدينة غزة.
كما تعرضت الأحياء الجنوبية لمدينة غزة لسلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي فيما شهدت جباليا البلد شمالي القطاع تصعيدا عسكريا خطيرا إثر توغل جديد للقوات "الإسرائيلية".
فيما أفاد الدفاع المدني بإصابة عدد من الفلسطينيين نتيجة استهداف قوات الاحتلال "الإسرائيلي" لمتطوعي المساعدات في منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة، أثناء توزيعهم للمعونات الإنسانية على السكان.
كما أفادت مصادر بوصول إصابات من منطقة زيكيم إلى مجمع الشفاء عقب استهداف الاحتلال المتجدد لطالبي المساعدات.
وعقب إعلان الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في غزة، أعلنت وزارة الصحة بغزة تسجيل 8 وفيات جديدة، فيما حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أنّ وقف المجاعة في غزة لا يتحقق إلا عبر إدخال مساعدات إنسانية ضخمة، مؤكدة أن مخازنها في الأردن ومصر تحتوي على ما يكفي لملء ستة آلاف شاحنة من الغذاء والدواء ولوازم النظافة، لكن "إسرائيل" تمنع دخولها.
وفي السياق، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة بسام زقوت إن نسبة الإشغال في المستشفيات تصل يومياً إلى 300%، بينما تتدفق الإصابات بشكل مستمر، وسط عجز حاد في غرف العمليات والأطباء والموارد اللازمة لعلاج الجرحى.
أما منظمة فورنسيك ومؤسسة السلام العالمي فقد أكدتا أن "إسرائيل" قامت بتفكيك نظام المساعدات الإنسانية منذ مارس الماضي وفرض نموذج عسكري يهدف إلى تهجير قسري للسكان عبر إعادة تركيزهم في مناطق غير صالحة للحياة المدنية، مشيرتين إلى أن الجيش "الإسرائيلي" يستخدم التجويع كأداة لتدمير النسيج الاجتماعي في القطاع، وأنهما وثّقتا 58 استهدافاً لمدنيين أثناء طلبهم المساعدات.
كما شددت المنظمة الدولية للاجئين على أن إعلان المجاعة في غزة يستند إلى منهجية متوافقة مع الإرشادات الأممية، واعتبرت بيانات "إسرائيل" المشككة في ذلك حملة تضليل متعمدة.
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع في غزة بأنه "جحيم" أضيفت إليه كلمة جديدة هي "المجاعة"، مؤكداً أن ما يجري "كارثة من صنع الإنسان" و"اتهام أخلاقي وفشل للبشرية".
وأكد غوتيريش أن على "إسرائيل"، بصفتها قوة احتلال، التزامات قانونية واضحة تفرض عليها ضمان وصول الغذاء والدواء للسكان، مشدداً على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى، وضمان دخول إنساني كامل ودون قيود.