وصفت الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بإلغاء 12 دورة مهنية في مركز سبلين للتدريب (بفرعيه في الجنوب والشمال) بأنه "كارثة تعليمية"، مؤكدة أن الخطوة تحرم مئات الطلاب من فرص التعليم المهني والتقني في وقت يعيش فيه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أوضاعاً مأساوية، حيث بلغت نسبة الفقر نحو 80% ونسبة البطالة مستويات مشابهة.
وأشارت الهيئة إلى أن القرار جاء بعد تأخر "أونروا" في الإعلان عن تسجيل الطلاب الجدد والدورات للعام الدراسي 2025 – 2026، ليتفاجأ اللاجئون ومرجعياتهم الشعبية والسياسية بإلغاء عدد كبير من التخصصات المعتمدة سابقاً.
وشملت التقليصات في فرع الجنوب دورات البكالوريا الفنية (تكييف الهواء، الرسم المعماري، ميكانيك سيارات، الكهرباء العامة، الميكانيك الصناعي)، ودورات التكميلية المهنية (كهربائي أبنية، كهربائي ماكينات)، إضافة إلى الدورات الخاصة (تفصيل الألمنيوم، الفحص الإلكتروني وبرمجة الآليات، التجارة، صناعة الأثاث).
أما في فرع الشمال، فقد ألغت الوكالة امتيازاً فنياً في المحاسبة والمعلوماتية الإدارية، إلى جانب بكالوريا فنية في الرسم المعماري. وفي المقابل، أضافت أربع دورات جديدة فقط: البناء والأشغال العامة، التربية الحضانية والابتدائية، الإدارة والتنظيم، والعناية التمريضية.
واعتبرت الهيئة أن القرار يندرج ضمن "نهج التقليص المستمر لخدمات الأونروا في لبنان"، محذّرة من أنه يشكّل "تدرجاً خطيراً نحو إنهاء عمل الوكالة ضمن أجندات سياسية تخدم الاحتلال والإدارة الأميركية".
وأضاف البيان أن الأزمة المالية التي تتذرع بها "أونروا" لم تعد بالحدة نفسها هذا العام، وأصبحت "شماعة لتعليق سياسات التقليص والتراجع في تقديم الخدمات"، مشدداً على أن مركز سبلين الذي يستقبل سنوياً نحو 2000 طالب وطالبة هو الرئة الوحيدة التي تتيح للشباب الفلسطيني التعليم المهني في لبنان.
وطالبت الهيئة الوكالة بالتراجع الفوري عن القرار "المشبوه"، داعية الشعب الفلسطيني ومرجعياته الشعبية والسياسية إلى التعبير السلمي والحضاري عن رفضهم القاطع لهذه الخطوة. كما دعت الدولة اللبنانية، بصفتها دولة مضيفة، إلى التدخل والضغط على الوكالة للتراجع عن القرار، محذّرة من التداعيات الخطيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية جراء ارتفاع نسب البطالة والفقر.
ويأتي بيان الهيئة في سياق الجدل الذي أثاره إعلان "أونروا" فتح باب التسجيل في مركز سبلين، وتكشّف التقليصات الجديدة. وفي السياق ذاته، كان اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" قد أعرب عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ"السياسات الممنهجة" التي تتبعها إدارة "أونروا" في لبنان، محذراً من خطورة تقليص الدورات المهنية والتقنية في الكلية وإلغاء عدد من الاختصاصات الأساسية، ما يهدد مستقبل مئات الطلبة الفلسطينيين.