شارك العشرات من ذوي المعتقلين والمختفين قسريًا في سجون النظام السوري السابق بوقفة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، إحياءً لليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري وتذكيراً بآلاف المختفين قسريًا من الفلسطينيين والسوريين داخل سجون نظام الأسد البائد.

وتأتي هذه الوقفة استجابة لدعوة الحملة الفلسطينية للمعتقلين والمختفين قسرياً في السجون السوريةـ حيث رفع المشاركون صور أبنائهم وأقاربهم ولافتات تطالب بالكشف عن مصيرهم ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الاعتقال والتعذيب، فيما عُلقت أسماء وصور المئات من الشهداء الذين قضوا في سجون النظام السوري البائد، بينهم أطباء وإعلاميون ونشطاء إغاثة، وغالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين.

الحملة الفلسطينية للمعتقلين والمختفين قسريًا في السجون السورية، المنظمة للفعالية، أكدت أن هدفها التذكير المستمر بقضية المعتقلين والدفاع عنها في مواجهة محاولات طمسها، داعية إلى تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية للكشف عن مصير الآلاف الذين لا يزالون مجهولي المصير حتى اليوم.

WhatsApp Image 2025-08-31 at 4.23.29 PM.jpeg


وقال أحمد حسام شحادة، منسق حملة "فلسطينيون سوريا" في مخيم اليرموك لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن "الحملة الفلسطينية للمغيبين في السجون السورية انطلقت بعد الثورة السورية، وتعمل عبر شبكة من المحامين والحقوقيين في أوروبا وفلسطين لتوثيق الانتهاكات".

وأكد شحادة أن الحملة تعمل على المطالبة بمحاسبة القتلة، وجبر ضرر أهالي المعتقلين مشيراً إلى أنهم وثقوا تجاوز أعداد المعتقلين 7 آلاف معتقل فلسطيني، منهم من قضى تحت التعذيب، ومنهم من لا يزال مصيره مجهولًا.

من جهته، اعتبر فايز أبو عيد، مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أنه يجب دعم مثل هذه الفعاليات المهمة عن المعتقلين والمختفين قسريا لأنها توصل صوت ذوي المعتقلين.

وقال لموقعنا: "نحن هنا لنرفع الصوت عاليًا باسم ذوي المعتقلين، مجموعتنا وثقت نحو 7300 معتقل فلسطيني في السجون السورية، بينهم 1300 قضوا تحت التعذيب ونطالب بالكشف عن مصير المعتقلين وتحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب".

WhatsApp Image 2025-08-31 at 4.23.28 PM (1).jpeg


وفي شهادات مؤثرة، تحدث ذوو الضحايا عن آلام الفقد والانتظار المصحوب بالشوق، حيث عبرت والدة الشهيد يزن عاطف عريسي الذي ارتقى داخل السجون السورية بالقول: "اشتقت له ولأحاديثه، كنت أتمنى لو كان حاضرًا بيننا لنحتفل بجهوده ونشاطه، له السلام والرحمة، لكن غيابه يترك جرحًا لا يندمل".

أما شقيقة الشهيد علي الحجي، فطالبت عبر بوابة اللاجئين بمحاكمة قاتل أخيها وزوجها المعتقل أيضًا والذي لم تعد تعرف أي شيء عنهم، مشيرة إلى أن أطفالهم الأيتام تُركوا بلا سند، راجية أن تعرف حتى آخر مرقد دفنوا فيه.

إحدى المشاركات من ذوي المختفين شددت بدورها على ضرورة الاهتمام بالجانب الإنساني لهذه القضية وقالت: "ذوو المعتقلين يعيشون معاناة يومية، يفقدون الأمل مع استمرار تجاهل قضيتهم. نطالب كل المنظمات الحقوقية بدعم أهالي المعتقلين نفسيًا واجتماعيًا، فهذا الملف لا يمكن أن يموت".

WhatsApp Image 2025-08-31 at 4.23.29 PM (1).jpeg

وكانت "حملة فلسطينيي سوريا للكشف عن مصير المعتقلين والمختفين قسرياً" قد أعلنت عن توسيع تحركاتها عبر لقاء حواري موسع جمع عدداً من أهالي الضحايا وعائلاتهم، إلى جانب ناشطات ونشطاء مدنيين وحقوقيين من أبناء المخيمات الفلسطينية في سوريا.

وأكدت الحملة خلاله على أهمية تعزيز التواصل بين جميع المعنيين والفاعلين في قضية المعتقلين الفلسطينيين السوريين في سجون النظام البائد، إلى جانب توحيد الجهود الفردية والمؤسساتية لمناصرة قضيتهم والكشف عن مصيرهم.

وبحسب "حملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين"، فقد تم توثيق 3,108 حالات اعتقال لفلسطينيين في سوريا، بينهم 333 مفقوداً و633 شهيداً تحت التعذيب، بينما يبقى مصير الآلاف مجهولاً في ظل غياب الشفافية والمحاسبة.

اقرأ/ي أيضاً: حملة فلسطينيي سوريا للكشف عن مصير المعتقلين تؤكد توسيع تحركاتها

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد