انطلقت حملة إعلامية دولية واسعة اليوم الاثنين 1 آيلول/ سبتمبر تضامنًا مع الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وإدانةً لجرائم الاحتلال "الإسرائيلي" المستمرة بحقهم، بتنظيم من مؤسسة مراسلون بلا حدود بالتعاون مع منظمة أفاز (Avaaz)، بمشاركة أكثر من 150 وسيلة إعلامية في نحو 50 دولة.
وغطّت العديد من الصحف العالمية صفحاتها الأولى أو أجزاء منها باللون الأسود، فيما خصصت منصات إخبارية إلكترونية لافتات تضامنية، كما بثت قنوات تلفزيونية مقاطع مرئية وإذاعات رسائل صوتية، في خطوة رمزية تهدف إلى تسليط الضوء على المأساة التي يعيشها الصحفيون في غزة.
وعتّمت مؤسسة مراسلون بلا حدود موقعها الإلكتروني بالكامل باللون الأسود، بينما خصصت صحيفة الغارديان البريطانية افتتاحيتها للحديث عن "مقتلة الصحفيين في غزة"، مؤكدة أن "جيلًا كاملاً من الصحفيين يتم القضاء عليه"، مشددة على أن "إسرائيل تريد منع العالم من رؤية ما تفعله".
وفي السياق ذاته، شددت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على أن الاحتلال حوّل قطاع غزة إلى منطقة خطرة للجميع، وليس للصحفيين وحدهم، ما يستدعي منح حق الوصول الفوري وغير المقيّد للصحافة الدولية إلى القطاع، ليتمكّن العالم من رؤية الحقيقة بحسب ما جاء في افتتاحيتها.
وجاءت هذه الحملة بعد أيام قليلة من جريمة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال في 25 أغسطس/آب، عندما استهدف مبنى داخل مجمع ناصر الطبي بخان يونس، وهو مكان معروف بوجود صحفيين، ما أسفر عن استشهاد خمسة منهم يعملون في وسائل إعلام محلية ودولية، بينها وكالتا رويترز وأسوشيتد برس، وقبل ذلك بأيام، وتحديدًا في ليلة 10 أغسطس/آب، اغتيل ستة صحفيين آخرين جراء غارة إسرائيلية، بينهم مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف الذي كان هدفًا مباشرًا للقصف.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين منذ بداية حرب الإبادة على القطاع إلى 247 صحفيًا، عقب استشهاد الصحفية إسلام عابد مؤخرًا.
وأدان المكتب الإعلامي هذه الجرائم الممنهجة، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن استهداف الصحفيين، كما حمّل الإدارة الأمريكية وعدة دول غربية منها بريطانيا وألمانيا وفرنسا المسؤولية عن التواطؤ في "جريمة الإبادة الجماعية".
وطالب المكتب الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكافة المؤسسات الصحفية حول العالم، بالتحرك العاجل لإدانة هذه الانتهاكات والعمل على حماية الإعلاميين في غزة، وفتح المجال أمام الصحافة الدولية لدخول القطاع بحرية.