46 شهيداً في غزة منذ منتصف الليل مع تصاعد استهداف النازحين والمنازل

الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
فلسطينيون ينزحون للجنوب بعد عمليات القصف والتهديد لمناطق سكنهم شمال غزة
فلسطينيون ينزحون للجنوب بعد عمليات القصف والتهديد لمناطق سكنهم شمال غزة

يتواصل القصف "الإسرائيلي" على قطاع غزة وسط تصاعد استهداف خيام النازحين وطالبي المساعدات، فيما طالت الضربات تكية خيرية مع استمرار تفجير الروبوتات بين المنازل في الأحياء الشرقية لمدينة غزة. وأسفرت الهجمات منذ منتصف ليل أمس 2 أيلول/ سبتمبر عن ارتقاء نحو 46 شهيداً، بحسب مستشفيات القطاع، في حين حذر الدفاع المدني من موت محتم يواجه النازحين.

وأكد جهاز الدفاع المدني أن جيش الاحتلال يمارس سياسة النزوح المتكرر كوسيلة من وسائل التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، محذراً من ترك النازحين لمصير مجهول يحكم عليهم بالموت. ولا تزال مدينة غزة تقبع تحت عدوان وحشي يستهدف المنازل والخيام وتكيات الطعام، وسط مجازر طالت عائلات بأكملها خلال الساعات الماضية.

واستهدف جيش الاحتلال تكية خيرية في حي تل الهوا جنوبي المدينة ما أدى إلى إصابة العشرات، كما ارتكبت مجزرة بحق عائلة استهدف منزلها في الحي نفسه، وأدت إلى استشهاد 11 فلسطينياً بينهم أطفال.

وطال القصف منطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان شمال المدينة، ما خلّف شهيدين وعدداً من المصابين، بالتزامن مع تفجير روبوت مفخخ بين المنازل شرقي الحي. كما ألقى جنود الاحتلال قنابل حارقة على منطقة الجسر والسوق في الحي، ما تسبب باشتعال النيران في خيام النازحين.

وفي أحياء الصبرة والزيتون جنوبي غزة، أسفر القصف المدفعي والغارات الجوية عن استشهاد 7 فلسطينيين. فيما تعرض حيا الشجاعية والتفاح شرقي المدينة لقصف مدفعي عنيف، ترافق مع إطلاق نار من طائرات مسيّرة "إسرائيلية" تجاه فلسطينيين عادوا لتفقد منازلهم المدمرة، وفق مصادر فلسطينية. كما شهدت مناطق نهاية شارع الجلاء وأبو إسكندر وأبو الأمين شمالي المدينة إطلاق نار متكرر من الطائرات المسيّرة، بالتزامن مع انتشار رافعات عسكرية شرق المنطقة.

وفي شمال قطاع غزة، شنت طائرات الاحتلال غارات استهدفت مجموعة من النازحين قرب محطة خلة للبترول في منطقة جباليا النزلة، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.

وفي سياق متصل، حذرت بلدية غزة من غرق مناطق شمال وجنوب المدينة بمياه الصرف الصحي، مؤكدة أن الاحتلال يمنع طواقمها من الوصول إلى محطتي الصرف في البقارة وشرق حي الزيتون، ما يهدد بكارثة بيئية، وداعية المنظمات الدولية للتدخل العاجل لتمكينها من تشغيل المرافق الحيوية.

إلى ذلك، ارتقى 9 شهداء في قصف استهدف تجمعاً لمنتظري المساعدات قرب جسر وادي غزة جنوبي محور نتساريم. وفي المنطقة الجنوبية لمواصي خانيونس، أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف خيمة نازحين، بينما أكد مجمع ناصر الطبي استشهاد 5 من طالبي المساعدات بنيران الاحتلال.

وزارة الصحة في غزة أعلنت في بيان اليوم، أن شهر آب/ أغسطس الماضي شهد تسجيل 185 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، في أعلى حصيلة تُسجَّل منذ أشهر. وأوضحت أن من بين الضحايا 70 حالة وفاة، بينهم 12 طفلاً، وقعت منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي أكد أن القطاع يعيش حالة مجاعة.

وأضافت الوزارة أن نحو 43 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، إلى جانب أكثر من 55 ألف سيدة حامل ومرضعة يواجهن الأزمة نفسها، مشيرة إلى أن 67% من النساء الحوامل يعانين من فقر الدم في نسبة تعد الأخطر منذ سنوات. وحذرت من خطورة المؤشرات في ظل محدودية الاستجابة الطارئة والنقص الحاد في الإمدادات الغذائية والطبية داخل القطاع.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت وزارة الصحة ارتقاء 13 شخصاً، بينهم 3 أطفال، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع عدد شهداء الجوع إلى 361 بينهم 130 طفلاً.



بدورها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في بيان لها اليوم، أن سكان غزة يجبرون مراراً على النزوح بفعل القصف وأوامر التهجير، محذرة من تفاقم الكارثة نتيجة استمرار إغلاق منافذ المساعدات الإنسانية، ومشددة على ضرورة إعادة فتحها بشكل عاجل ورفع الحصار لضمان وصول الغذاء والدواء ومواجهة الأزمة الإنسانية المتصاعدة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد