كشفت مؤسسات الأسرى عن معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" مع تفشي مرض الجرب (السكابيوس) أصيب بها العشرات من بينهم الطبيب حسام أبو صفية الذي يقبع تحت إهمال طبي ويحرم من العلاج وأبسط مقومات الحياة في إطار الانتقام الذي يمارس بحقه وسط تعرضه لاعتداءات عنيفة منذ اعتقاله نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وذكر مكتب إعلام الأسرى أن الأسير الطبيب حسام أبو صفية وابن شقيقته حسام ظاهر، يعانون من ظروف صحية وإنسانية قاسية عقب زيارات ميدانية أجريت لهما في سجن "عوفر" حث أكدت المحامية غيد قاسم، التي نقلت تفاصيل الزيارة، أن الأسيرين لا يتعرضان لأشعة الشمس سوى نصف ساعة شهريًا فقط، بينما ينهش الجرب (السكابيوس) والدمامل جسديهما، وسط حرمان من الاستحمام إلا لدقيقتين في كل مرة.
وأضافت أن الأسيرين فقدا نحو ثلث وزنهما نتيجة سوء التغذية والإهمال الطبي، ويعانيان من نقص حاد في الأدوية والعلاجات اللازمة، خصوصًا لأمراض الجلدية والالتهابات المزمنة.
ونقلت المحامية رسالة مؤثرة من الدكتور أبو صفية قال فيها: "دخلت باسم الإنسانية وسأخرج باسم الإنسانية. أنا الذي اختُطفت من داخل المستشفى. سنبقى في أرضنا ونقدم الخدمة الصحية للناس، إن شاء الله، حتى من خيمة".
وكانت تقارير سابقة قد أكدت أن الطبيب أبو صفية تعرض في 24 يونيو/حزيران الماضي لاعتداء عنيف استمر نصف ساعة داخل سجنه، حيث انهال عليه السجانون بالضرب على مختلف أنحاء جسده ولا سيما رأسه، ما أدى إلى انتكاسات صحية خطيرة.
ومنذ اعتقاله نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي من داخل مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، فقد نحو 40 كيلوغرامًا من وزنه، إذ انخفض وزنه من 100 كيلوغرام لحظة اعتقاله إلى 60 كيلوغرامًا فقط. كما يعاني من اضطراب في دقات القلب، في وقت ترفض إدارة السجن طلبه بالحصول على علاج وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة أو عرضه على طبيب قلب مختص.
وأكدت المحامية قاسم أن الطبيب المعتقل يعيش في ظروف تجويع وتعذيب وعزل قاسية، وما زال يرتدي ملابس الشتاء رغم الحرارة، مضيفة أن أوضاع جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون "ليست بخير".
وأوضحت أن الاحتلال لجأ في 12 فبراير/شباط الماضي إلى تحويل ملف أبو صفية إلى قانون "المقاتل غير الشرعي"، بدلاً من عرضه على محاكمة عادية.
وفي سياق متصل، كشف نادي الأسير الفلسطيني في إحاطة حقوقية عن تفشي واسع لمرض "الجرب – السكابيوس" في سجن "عوفر"، وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حتى بين صفوف الأسرى الأطفال.
وأكد عدد من الأسرى أن إدارة السجن تمنع في كثير من الأقسام خروجهم إلى ساحة "الفورة"، كما تضع المصابين مع غير المصابين، الأمر الذي ساعد في انتشار المرض بشكل كبير.
وأوضح النادي أن إدارة السجن تحرم الأسرى من العلاج الضروري، ما فاقم من خطورة الحالات، إذ يعاني الأطفال على وجه الخصوص من حكة شديدة ونزيف دموي يمنعهم من النوم ورغم المطالبات المستمرة بتوفير العلاج وإنقاذهم من هذا "الجحيم الصحي"، إلا أن الاحتلال يتعمد ترك المرض ينتشر كأداة للتنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي.
ومن بين الشهادات التي وثقت، أفاد المعتقل الطفل (أ. س.) أنه يعاني منذ أكثر من شهر من إصابة بالجرب مع آلام شديدة متواصلة، في ظل غياب تام للعلاج وأكد أن قسم (25) المخصص للأسرى الأطفال يشهد انتشارًا واسعًا للمرض مع وجود حالات متقدمة جرى عزلها، دون أي استجابة من إدارة السجون.
وأشار نادي الأسير إلى أن المرض أصاب العشرات من الأسرى المرضى، بينهم من يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان، وهو ما يضاعف من خطورة أوضاعهم الصحية.