اعترف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بحجم الإرهاق والتآكل الذي أصاب قواته ووسائله الحربية بعد مرور قرابة عامين على حرب الابادة التي يشنها على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث تعطلت آليات مدرعة كثيرة بينها دبابات وناقلات جند، فيما تعمل طواقم ميكانيكية ميدانية على محاولة إصلاحها بعد استخدامها بشكل متواصل لمدة 22 شهراً.
وبحسب تقرير للمحلل العسكري "عاموس هرئيل" في صحيفة "هآرتس"، فإن الجيش أقر بتراجع قدرته الميدانية بشكل حاد، خصوصاً في قطاع المعدات الثقيلة.
وأشار إلى أنّه كان بحوزة الجيش مع بداية الحرب نحو 200 جرافة، لم يتبق منها سوى نصف العدد نتيجة استهدافها وخروجها من الخدمة.
وعلى الرغم من شراء 165 جرافة جديدة، لم يصل منها سوى 65 جرافة، ومن غير المتوقع استخدامها في الهجوم الذي يهدد به جيش الاحتلال مدينة غزة لعدم تحصينها قبل تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وعلى الجانب البشري، اعترف جيش الاحتلال بوجود إرهاق هائل في صفوف الجنود، خصوصاً مع دخول 60 ألف أمر استدعاء لجنود الاحتياط حيز التنفيذ استعداداً لعملية "عربات جدعون 2" العسكرية.
إلا أن الامتثال لهذه الأوامر بقي غامضاً، في ظل تفويض قادة الألوية والكتائب صلاحيات واسعة لإدارة استدعاء الاحتياط، والسماح لبعضهم بالخدمة لأيام معدودة تُحتسب وكأنها مدة كاملة مع حصولهم على الأجر، بحسب التقرير.
وادّعت إذاعة جيش الاحتلال أن هذا "التآكل الهائل" في القوى البشرية والوسائل مرده أيضاً إلى قيود فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق "جو بايدن" على تزويد "إسرائيل" بمعدات ثقيلة، رغم أن بعض الشحنات وصلت لاحقاً في ظل إدارة "دونالد ترامب".
وفي محاولة لتعويض هذا النقص، أعلن الجيش "الإسرائيلي" عن خطط لشراء عشرات آلاف الطائرات المسيّرة الصغيرة، بينها "درونات" انتحارية محملة بقرابة كيلوغرامين من المتفجرات، واعتبرها من "التطورات الأهم في الحرب".
كما سيجري تزويد الوحدات المقاتلة بوسائل رؤية ليلية، وعشرات آلاف الخوذ والدروع الواقية، إلى جانب أكثر من ألف مركبة من طراز "هامر".
وفي تموز/ يوليو الفائت، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن نقص في قادة جيش الاحتلال، يصل إلى ـ300 ضابط في مناصب قادة فصائل القوات البريّة، مشيرةً أنّ النقص الأكبر، بين قادة الفصائل وقادة فرق الهندسة والتفكيك في سلاح الهندسة.
وقدّرت الصحفية ايضاً، النقص العام بالقوة البشرية بنحو 7500 مقاتل و2500 عنصر دعم قتالي، مع مقتل عدد كبير من الضباط والقادة، جراء استهداف المقاومة الفلسطينية لهم في قطاع غزة.
يذكر، أنّ هذه الاعترافات هي الأولى من نوعها عن حجم الاستنزاف الذي أصاب الجيش "الإسرائيلي" على المستويين البشري والتقني، منذ بدء الحرب على القطاع.