استدعى الاشتباك العنيف الذي اندلع أمس الأربعاء في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت بين عائلتي القفاص والهابط، الفصائل الفلسطينية الى عقد اجتماع موسع عصر اليوم الخميس للوقوف على تفاصيل الحادث ولحل الخلاف المتكرر بين العائلتين بشكل جذري، بعدما تكررت لمرات عدة الاشتباكات بين أفرادهما بشكل عنيف وباستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة.
وعاش أهالي مخيم برج البراجنة ليلة أمس حالة من الخوف والقلق والترقب جراء تجدد الاشتباكات العنيفة بين العائلتين استخدمت فيها أكثر من 15 قذيفة "آر بي جي" ورشاشات متوسطة مخلفة خمسة جرحى وأضرار كبيرة في الممتلكات والبيوت والمحلات.
وأكد شهود عيان لموقعنا أن الاشتباك الذي اندلع على شارع مستشفى حيفا كان عنيفاً جداً حيث استعمل المسلحون فيه القنابل والقذائف الصاروخية والرشاشات وسط حالة من الهلع والخوف جراء تساقط الشظايا والرصاص الطائش وسط منازل ومحال اللاجئين الفلسطينيين في المخيم.
وأشاروا الى أن منطقة الاشتباك شهدت نزوح عدد كبير من الأهالي خوفاً على حيواتهم من الرصاص الطائش وسط مناشدات من قبلهم إلى القوة الأمنية المشتركة والفصائل الفلسطينية بحل المشكلة نهائياً بين العائلتين وإلا لن يعودوا إلى بيوتهم.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في مخيم برج البراجنة أحمد ياسين: إن وفداً من الفصائل زار كلاً من آل القفاص وأل الهابط "لوضع حد لهذا الاشتباك العبثي والذي يهوي بالمخيم الى الجحيم".
وأكد ياسين لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن الفصائل ألزمت الطرفين بسحب المسلحين وإنهاء حالة التسلح بالحال والالتزام بالهدوء، مؤكداً على وقف الاحتقان بالمخيم وإنهاء المظاهر المسلحة واختفاء المسلحين من الشوارع .
وطالب ياسين بوقف الحملات التحريضية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي من قبل كلا الطرفين ووقف الاستفزازات كلياً وازالة الدشم وفتح الشوارع وعودة الحياة الى طبيعتها، مشيرًا إلى أن المخيم لم يعد يتحمل هذه الاشتباكات العبثية والتي يحاول أن يستغلها البعض لأغراض سياسية.
وأكد ياسين أن الاشتباك خلّف أضراراً كبيرة في بعض المحلات والبيوت، ما حمل بعض الشبان المتضررين على قطع الطريق احتجاجاً على الـضرار وهم يطالبون بالتعويض، مشيراً الى أن العائلتين المشتبكتين ستتحملان جزءاً من مبالغ تعويض الأضرار.
من جهته، قال مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم عيسى الغضبان: إن الحل الوحيد لعدم تكرار الاشتباكات بين عائلتي القفاص والهابط، هو أن يسلّم كلا الطرفين المطلوبين إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية ، وأن يضع كل طرف قائمة باسماء من تورطوا بالاشتباكـ وتقوم بالفصائل بتسليمهم للقضاء وإلا فإن المشكلة ورغم اجتماع الفصائل ستعود من جديد، بحسب رأيه.
وأضاف الغضبان: إن المخيم لم يشهد مثل هذا الاشتباك منذ فترة طويلة، مستهجناً إطلاق أكثر من 20 قذيفة "آر بي جي" خلال نصف ساعة، مع الإشارة إلى أن معظم القذائف انفجرت بجوار المخيم، ومتسائلاً عن الغرض الذي يريده هؤلاء الأطراف من إطلاق القذائف على الجوار اللبناني.
وأكد الغضبان أن "هناك طرفاً ثالثاً يطلق النار ويحاول إشعال المخيم مع الجوار اللبناني عن طريق إطلاق القذائف في مدى خارج المخيم من أجل توتير الأجواء وفتح العيون على المخميات في هذه المرحلة الحساسة".