أطلق المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، خلال كلمته أمام الدورة الـ164 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، ثلاث مناشدات عاجلة إلى الدول العربية، محذرًا من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وخطورة التحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة.
ودعا "لازاريني" الدول العربية إلى إظهار تضامنها مع "أونروا"، ليس فقط عبر الدعم السياسي، بل من خلال تعزيز الدعم المالي، مشيرًا إلى أن مساهمات المنطقة لم تتجاوز 3% فقط من إجمالي التمويل هذا العام، بانخفاض يفوق 90% مقارنة بالعام الماضي قائلاً: "يجب أن تُترجم كلمات التضامن إلى تمويل ملموس يحدث فرقًا حقيقيًا في حياة اللاجئين".
كما حثّ المفوض العام على صون دور "أونروا" في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أهمية المشاركة البناءة في التقييم الاستراتيجي لرسم مسار عملي يضمن استدامة خدمات الوكالة، ونقل بعض مهامها المستقبلية إلى مؤسسات فلسطينية عامة قوية ومؤهلة.
وناشد لازاريني الدول العربية لاستخدام كل الأدوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والقانونية لإنهاء المعاناة في غزة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار أمر حتمي، وأن على المجتمع الدولي تمكين "أونروا" من إيصال المساعدات لمواجهة المجاعة وتقديم الدعم الإنساني.
وفي كلمته، رسم المفوض العام صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية في غزة، واصفًا القطاع بأنه أصبح "أرضًا قاحلة وغير صالحة للحياة"، ومؤكدًا أن المجاعة المتوقعة هي من صنع الإنسان نتيجة الحصار والقيود المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية، ومنها "أونروا".
وأضاف: "أصبح الناس في غزة أمام خيارين قاسيين: الموت جوعًا أو التعرض للقتل أثناء محاولاتهم للبحث عن الطعام".
كما أشار إلى استمرار النزوح القسري، وتهديدات الاحتلال بفرض سيطرة عسكرية شاملة، فضلًا عن استهداف الصحفيين بهدف إسكات آخر الأصوات التي توثق الجرائم.
وسلط "لازاريني" الضوء ليس فقط على الانتهاكات "الإسرائيلية" في غزة، بل في الضفة الغربية المحتلة حيث يواصل الجيش "الإسرائيلي" والمستوطنون ارتكاب أعمال عنف مروعة، بينما أصبح الضم هدفًا سياسيًا معلنًا.
واختتم بالتحذير من أن تقاعس المجتمع الدولي يرقى إلى التواطؤ ويهدد استقرار المنطقة بأسرها، مؤكدًا أن الوقت قد حان للتحرك وإنقاذ الأرواح وصون مستقبل فلسطين والمنطقة.