كثّف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته وقصفه المدفعي على مدينة غزة منذ منتصف الليلة، مستهدفاً خيام النازحين وتجمعاتهم والشقق السكنية، ما أسفر عن ارتقاء 44 شهيداً حتى صباح اليوم الجمعة 5 أيلول/ سبتمبر، في ظل عدوان وحشي أدى إلى نزوح الفلسطينيين وسط أوضاع مأساوية يعانونها بفعل سوء التغذية وانتشار المجاعة.

وشهدت الساعات الماضية استهدافاً "إسرائيلياً" وحشياً للنازحين في أماكن تواجدهم بمناطق متفرقة داخل مدينة غزة، حيث قصفت خياماً في منطقة الجامعات وحي الرمال، إلى جانب غارات طالت عدداً من الشقق السكنية، ما أسفر عن ارتقاء أطفال ونساء.

وأفاد مصدر بالإسعاف والطوارئ بأن طفلاً استشهد في غارة "إسرائيلية" على خيمة نازحين بمنطقة الجامعات غربي المدينة، فيما ارتقت امرأة في قصف على مبنى يؤوي نازحين بحي الرمال وسط غزة.

كما استشهد شخص، وأصيب آخرون في استهداف الاحتلال شقة سكنية غرب جمعية الشبان المسيحية بحي الرمال.

وفي قصف آخر، ارتقى 4 فلسطينيين باستهداف خيمة نازحين داخل الجامعة الإسلامية جنوبي المدينة، فيما استشهد آخران، وأصيب عدد من الأهالي جراء استهداف خيمة تؤوي نازحين عند مفرق جامعة الأزهر.

وبحسب المصادر الطبية، استشهد 3 فلسطينيين، وأصيب 7 آخرون في قصف الاحتلال شقة سكنية قرب مركز الأطراف الصناعية بشارع سوق اليرموك في حي الدرج، فيما استشهد 3، وأصيب آخرون في غارة على شقة سكنية بحي تل الهوى جنوب غربي المدينة.

وفي حي الصبرة، استشهد شخصان، وأصيب آخرون إثر قصف طائرات الاحتلال شقة سكنية بعمارة سكيك في شارع الثلاثيني جنوب غزة.

وفي الوقت ذاته، يتواصل القصف المدفعي والجوي على أحياء الصبرة والزيتون جنوب المدينة، وسط موجة نزوح واسعة، حيث يستعد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لإصدار إنذارات بإخلاء مدينة غزة "خلال الأيام القريبة المقبلة" وفق ما ذكرت قناة "14" العبرية، وذلك في إطار خطة تل أبيب لاحتلال المدينة بالكامل.

وذكرت القناة أن عملية "مركبات جدعون 2" ستشمل "حملة نيران جوية واسعة الأسبوع المقبل، تعقبها عملية برية تهدف إلى السيطرة العملياتية الكاملة على مدينة غزة وإخلاء السكان منها".

وأطلق وزير أمن الاحتلال، يسرائيل كاتس، تهديدات جديدة، إذ أعلن إصدار أوامر بإخلاء برج مشتهى في مدينة غزة، متوعداً بتصعيد العمليات العسكرية "حتى قبول حماس بشروط إسرائيل"، ومهدداً بما أسماه "فتح أبواب جهنّم".

ونقلت القناة "12" العبرية عن مصدر أمني أن سلاح الجو بدأ "عملية تدريجية" لهدم أبراج سكنية في مدينة غزة، بالتوازي مع أوامر إخلاء جديدة في حي الشيخ رضوان، لتوسيع العدوان المتواصل على المدينة.

أما في وسط القطاع، فقد أعلن مستشفى شهداء الأقصى عن استشهاد 4 فلسطينيين في قصف مسيّرة "إسرائيلية" مركبة مدنية غرب دير البلح. كما أفاد مستشفى العودة وناصر بارتقاء شهيدين من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال وسط وجنوبي القطاع.

وفي السياق، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن مدينة غزة تتحول بسرعة إلى مكان لا يمكن للطفولة البقاء فيه على قيد الحياة، وأنها باتت مدينة الخوف والفرار والجنازات.

وقالت المتحدثة باسم "اليونيسيف" تيس إنغرام، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من القطاع، إن "أصغر وأكثر سكان مدينة غزة ضعفاً يكافحون من أجل البقاء بسبب انهيار الخدمات الأساسية"، مشددة على ضرورة بذل كل ما هو ممكن لمنع الهجوم العسكري "الإسرائيلي" المكثف الوشيك لتجنب "مأساة لا يمكن تصورها".

وأضافت إنغرام: "ما لا يصدق ليس وشيكًا، بل هو هنا بالفعل. فالتصعيد جارٍ"، مؤكدة أن سوء التغذية والمجاعة يضعفان أجساد الأطفال، فيما يحرمهم النزوح من المأوى والرعاية، ويهدد القصف جميع تحركاتهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد