دمر الاحتلال "الإسرائيلي" برج مشتهى السكني في مدينة غزة، عصر اليوم الجمعة 5 أيلول/ سبتمبر، في إطار عدوان جديد أعلن خلاله عن البدء بتدمير الأبراج السكنية العالية. ولم يمهل العائلات المقيمة داخل المبنى سوى أقل من ساعة واحدة لإخلائه، قبل أن يقصفه مرتين بسلسلة غارات عنيفة أدت إلى تدميره وتسويته بالأرض.
وزعم جيش الاحتلال أن البرج كان يستخدم من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس لأغراض عسكرية، مدعياً أنه يضم بنى تحتية ومراكز سيطرة للتخطيط وتنفيذ عمليات. غير أن إدارة البرج نفت هذه المزاعم، مؤكدة أن المبنى كان خالياً من أي تجهيزات عسكرية، ويأوي فقط مئات النازحين الذين فقدوا منازلهم جراء القصف.
وأكد شهود عيان أن الجيش "الإسرائيلي" أنذر سكان برج سكني آخر مكوّن من 14 طابقاً غربي غزة بالإخلاء تمهيداً لقصفه، علماً أن المبنى يضم مئات النازحين الذين لا يجدون مكاناً آمناً بعد استهداف معظم مناطق القطاع.
ويأتي هذا القصف في إطار إعلان جيش الاحتلال بدء استهداف الأبراج السكنية في مدينة غزة بزعم أنها تحولت إلى "مراكز عسكرية"، فيما هدد وزير الحرب "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس بتوسيع العملية قائلاً: "نفتح الآن أبواب الجحيم على غزة، وعندما يفتح الباب لن يغلق حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل"، في إشارة إلى اشتراط إطلاق سراح الأسرى "الإسرائيليين" ونزع سلاح المقاومة.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس هذه التصريحات "إقراراً علنياً بارتكاب جرائم حرب وإبادة وتهجير قسري"، داعية مجلس الأمن والقضاء الدولي إلى التحرك العاجل لمحاسبة قادة الاحتلال. وأشارت إلى أنها أبدت مرونة مع الوسطاء، وقبلت في 18 آب/ أغسطس الماضي بمقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يتطابق مع مقترحات سابقة وافقت عليها "إسرائيل"، إلا أن حكومة نتنياهو رفضت ذلك.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 69 فلسطينياً وإصابة 422 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي ضحايا العدوان منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 64 ألفاً و300 شهيد و162 ألفاً و5 جرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وسط تواصل القصف العنيف على مختلف مناطق القطاع.