يسود هدوء حذر منذ صباح اليوم السبت 6 أيلول/ سبتمبر، في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد ليلة عنيفة من المعارك بين عصابات تجار المخدرات داخل المخيم.

وتمكّنت الفصائل الفلسطينية والقوى الأمنية الفلسطينية من ضبط الوضع ومنع امتداد المعارك إلى أحياء أخرى، حيث بقيت الاشتباكات محصورة في منطقة شارع الهلال، والمعروف أيضاً بـ"القيادة العامة."

وأفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن قوّة من الفصائل داهمت منزل أحد تجار المخدرات المتسببين في الإشكال، وضبطت كميات كبيرة من المواد المخدرة الجاهزة للترويج، إضافة إلى أدوات خاصة بعمليات التوزيع، مؤكدة أن التحقيقات مستمرة لملاحقة كل من يثبت تورطه حفاظاً على أمن واستقرار المخيم.

كما أوقفت القوى الأمنية عدداً من الأشخاص المتورطين في تجارة المخدرات وافتعال الإشكال، وبحسب مصادر من المخيم، فإن القوى الأمنية الفلسطينية تنسق لتسليم الموقوفين إلى القوى الأمنية اللبنانية.

وكان المخيم قد شهد ليلة عنيفة بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين مجموعات متورطة بتجارة المخدرات، استخدمت خلالها الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، ما أسفر عن إصابات خطيرة واندلاع حرائق في عدد من المنازل والممتلكات.

ووفق ما أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فإن الاشتباكات اندلعت إثر إقدام المدعو بوب علاو، وهو أحد تجار المخدرات المعروفين في المخيم، على إطلاق النار باتجاه ثلاثة شبان، ما أدى إلى إصابتهم بجروح بليغة. ليقوم عناصره بعد ذلك بإطلاق قذائف "آر.بي.جي" باتجاه منطقة شارع الهلال، ما تسبب باحتراق منازل ودراجات نارية وأسلاك كهربائية، وسط حالة من الذعر بين الأهالي الذين ناشدوا القوى الأمنية والفصائل التدخل الفوري لوقف التصعيد.

وتسبب الاشتباك بحالة نزوح للأهالي وإخراج للأطفال من مناطق الاشتباك تحت وابل الرصاص والقذائف، وسط حالة من السخط الواسع من قبل السكان، الذين طالبوا الفصائل الفلسطينية وكذلك القوى الأمنية اللبنانية بقطع دابر تجارة المخدرات من المخيم.

ويعد هذا الاشتباك السادس من نوعه في المخيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إذ شهد المخيم في حزيران/ يونيو الفائت اشتباكاً مماثلاً أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. غير أن الاشتباك الأخير اعتبر الأعنف والأكبر من حيث الخسائر المادية، حيث أدى إلى احتراق نحو خمسة منازل وعدد من المحال التجارية والممتلكات الخاصة.