ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجازر جديدة مع تصعيد غاراته على المنازل والمباني السكنية وتجمعات النازحين في مدينة غزة، بالتزامن مع أوامر بإخلاء كامل المدينة والتوجه نحو جنوبي القطاع، ضمن عملية "عربات جدعون 2" الرامية إلى احتلال غزة وتدميرها بعد تهجير سكانها. خطوة فاقمت الأوضاع الإنسانية الكارثية أصلاً، وتهدد حياة الآلاف من المرضى إلى جانب المجاعة المتفشية التي تودي بحياة العشرات يومياً.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيان، أن على سكان مدينة غزة والمتواجدين في جميع أحيائها، من المدينة القديمة والتفاح شرقاً وحتى البحر غرباً، الإخلاء فوراً عبر محور الرشيد باتجاه ما يصفه بأنها "منطقة إنسانية" في المواصي بخان يونس جنوباً، مدعياً أن الهدف هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبالتوازي مع أوامر الإخلاء، واصل الاحتلال قصفه مختلف مناطق القطاع. وأفادت مصادر طبية بارتقاء 17 شهيداً منذ فجر اليوم الثلاثاء 9 أيلول/ سبتمبر، إضافة إلى أكثر من 20 مفقوداً تحت الأنقاض.
فيما أعلن الدفاع المدني استشهاد فلسطينيين وفقدان 25 آخرين جراء قصف منزل في مخيم الشاطئ شمال غربي غزة.
كما أصدر جيش الاحتلال أوامر بإخلاء سكان ثلاث بنايات سكنية هي: الجوهرة، العروقي، والجليل، في منطقة مفترق الأمن العام بمدينة غزة، والتي تضم عشرات العائلات.
وخلال الساعات الماضية دمّر الاحتلال خمسة أبراج شاهقة تضم أكثر من 209 شقق، ما تسبب في تشريد أكثر من 4100 طفل وامرأة ومسن.
ومن أبرز الأبراج المستهدفة برج السلام وسط المدينة وبرج الرؤيا غربها، واللذان يقطنهما مئات العائلات إلى جانب نازحين من مخيمات مجاورة بينهم مرضى سرطان، حيث تم قصفهما بعد إنذارات قصيرة أجبرت السكان على الإخلاء في ظروف مأساوية.

وفي جنوبي القطاع، أفادت مصادر فلسطينية بارتقاء خمسة شهداء في قصف استهدف منطقة مخصصة للمساعدات الأميركية في خان يونس، فيما شن الاحتلال غارات على حي زعرب بالمواصي، وأطلق طائرات مسيرة استهدفت مواصي رفح.
أما وسط القطاع، فقصفت مدفعية الاحتلال شمال مخيم البريج، وأدى قصف آخر إلى استشهاد فلسطيني في منطقة جامعي الحطب شمال النصيرات.
من جهتها، أطلقت وزارة الصحة في غزة مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي لتوفير الحماية للمستشفيات والطواقم الطبية وفتح ممرات آمنة للمرضى، مؤكدة أن معظم مستشفيات محافظة غزة خرجت عن الخدمة، وما تبقى يعمل بنقص حاد في الأدوية والمعدات.
وكشف مديرها العام عن وفاة أربعة أشخاص؛ بسبب المجاعة خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 394 شخصاً، محذراً من أن أي محاولة لنقل المرضى والجرحى جنوباً قد تودي بحياتهم.
بدورها، أكدت جمعية الإغاثة الطبية أن الاحتلال يسعى إلى محو مدينة غزة من الوجود، معتبرة أن إخلاء نحو مليون شخص أمر مستحيل، وأن معظم السكان والطواقم الصحية يرفضون مغادرة المدينة لعدم قناعتهم بوجود منطقة آمنة.
أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، فأشارت إلى أن الهجمات على الأبراج السكنية أدت إلى نزوح عشرات العائلات وترك العديد منها في الشوارع دون مأوى، مؤكدة الحاجة العاجلة إلى وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية التي تعيقها القيود الإسرائيلية الصارمة.