شهد ميناء سيدي بوسعيد قرب العاصمة التونسية، فجر اليوم الثلاثاء 9 أيلول/ سبتمبر، حادثة أثارت جدلاً واسعاً بعدما اندلع حريق في السفينة "فاميلي"، وهي الأكبر ضمن "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة لكسر الحصار "الإسرائيلي".

وبينما اتهم منظمو الأسطول الاحتلال "الإسرائيلي" بالوقوف وراء الهجوم عبر طائرة مسيّرة، سارعت السلطات التونسية إلى نفي هذه الرواية، مؤكدة أن الحادث ناجم عن أسباب عرضية.

وكان "أسطول الصمود العالمي"، الذي انطلق من برشلونة الإسبانية، ويضم نحو 22 سفينة إضافة إلى قوافل لاحقة من إيطاليا وتونس، قد أعلن أن طائرة مسيّرة "إسرائيلية" استهدفت السفينة "فاميلي" أثناء رسوها في الميناء التونسي، ما أدى إلى اندلاع حريق في جزء منها دون وقوع إصابات.

وأكد عدد من أعضاء الأسطول، بينهم وائل نوار وتياغو أفيلا، أن الهجوم وقع بينما كان عدد من النشطاء على متن السفينة، لكنهم نجوا جميعاً، معتبرين أن "الاحتلال الإسرائيلي اعتدى على السيادة التونسية".

وفي السياق ذاته، قالت جواهر شنة، عضو هيئة تنظيم الأسطول، إن استهداف "فاميلي" لن يثني النشطاء عن مواصلة الرحلة، مضيفة أن ما جرى "زادهم إصراراً على الإبحار الأربعاء المقبل نحو غزة". كما أكدت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز أن المعطيات الأولية تشير إلى هجوم بمسيّرة، داعية باقي السفن إلى توخي الحذر.

في المقابل، أصدرت الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي بياناً نفت فيه "جملة وتفصيلاً" ما تم تداوله بشأن استهداف السفينة بمسيّرة. وأوضحت أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الحريق سببه"اندلاع النيران في إحدى سترات النجاة نتيجة اشتعال قداحة أو عقب سيجارة"، مؤكدة "عدم وجود أي عمل عدائي أو استهداف خارجي".

وأثار الحادث حالة من الاستنفار الشعبي والإعلامي في تونس، حيث توافد عشرات النشطاء والمواطنين إلى الميناء تضامناً مع المشاركين في الأسطول، في وقت تتواصل فيه الاستعدادات لانطلاق القافلة الثالثة من السفن من تونس يوم الأربعاء.

ويضم "أسطول الصمود العالمي" نحو 150 ناشطاً من جنسيات متعددة، بينهم تونسيون وأتراك ووفود من ماليزيا والمغرب العربي، ويتشكل من ائتلاف يضم "أسطول الحرية"، و"حركة غزة العالمية"، و"قافلة الصمود"، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية. ويهدف إلى فتح ممر إنساني بحري لكسر الحصار المفروض على غزة، بعد رحلة بحرية بدأت أواخر أغسطس من إسبانيا، ومرت عبر إيطاليا وتونس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد