أحيا منتدى كوشان الثقافي الفلسطيني، بالتعاون مع منتدى الشهيد غسان كنفاني، في مخيم خان دنون بريف دمشق، الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهاد فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي اغتاله الاحتلال "الإسرائيلي" في العاصمة البريطانية لندن.
وتضمّنت الفعالية الثقافية ندوة حوارية شارك فيها الفنانون التشكيليون محمود الخليلي، علي جروان، سمير آغا، معتز العمري، والفنانة حنان محمد، إلى جانب الباحث محمد العبد الله، ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين محمد الربوعي، والباحث الإعلامي عمر جمعة.
الفعالية، التي تابعتها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، شكّلت مساحة نقاش مفتوحة حول إرث ناجي العلي ودور الفن المقاوم في مواجهة الاحتلال.
محمد خليفة: ريشة ناجي العلي سلاح موجّه
وقال محمد خليفة، أمين سر منتدى كوشان الثقافي الفلسطيني في مخيم خان دنون، لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "أقمنا هذه الفعالية لإحياء ذكرى استشهاد ناجي العلي، الذي دافع عن القضية الفلسطينية برسوماته، فكانت ريشته سلاحاً موجهاً ضد العدو ومدافعاً عن شعبه".
وأضاف أن العلي مثّل في رسومه معاناة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة العربية عموماً، وأن أعماله ظلت باقية حتى بعد استشهاده؛ لأنها التزمت بالقضية، ولامست وجدان الناس.
وأشار إلى أن هناك فنانين تشكيليين فلسطينيين يسيرون على نهجه، مثل محمود خليلي ومحمود جروان، وهم قادرون على إكمال مسيرته.
وتابع خليفة: "الكيان الصهيوني ما زال يمارس القتل والدمار بحق شعبنا، والفن التشكيلي جزء لا ينفصل عن المقاومة. ولو لم يكن مؤثراً لما شكّل خطراً على المحتل، ولما أقدم على اغتيال ناجي العلي".
علي جروان: ناجي العلي قدوة للأجيال
أما الفنان التشكيلي علي جروان، أمين سر الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سوريا ورئيس رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في مخيم خان دنون، فقال لـموقعنا: "ناجي العلي كان يرسم هموم الناس، ويتناول الظلم والفقر والمقاومة. كان صادقاً في فنه، ولذلك ظل حاضراً بيننا حتى اليوم".
وأضاف: "نعتبره قدوة حسنة، ومثالاً في العمل بصدق وإخلاص لقضيتنا. وفي ظل العدوان على غزة، من واجب كل فنان أن يكون إلى جانب شعبه، وأن يوثق بالريشة انتصارات المقاومة الفلسطينية كما يوثق معاناتها".
ريشة لا تنكسر وفكرة لا تموت
وقال الناشط أحمد شامان حسن أحد أبناء مخيم خان دنون لموقعنا: "أنا ابن اللجوء من بلدة الصالحية قضاء صفد. ناجي العلي ريشة لا تنكسر وفكرة لا تموت. بريشته رسم طريق التحرير ونهج الرفض، وأثبت أن السلام مع عدو غاصب وهمٌ لا يُبنى عليه".
وشدد على أن الأجيال تتوارث المقاومة كما تتوارث مبادئ الإنسانية، وأن الريشة أيضاً تُورّث جيلاً بعد جيل. وأضاف: "في ظل المجازر والإبادة التي نشهدها اليوم، يمكن للفن أن يكون وسيلة مقاومة. فكما أن السلاح مقاومة، فإن الريشة والكلمة والموقف مقاومة أيضاً".
واختتم بالقول إن الوطن العربي يزخر بريش مقاومة كثيرة تجسد صمود الإنسان الفلسطيني واللاجئ في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أن إرث ناجي العلي سيبقى رمزاً ملهماً للأجيال.