أدانت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان لها اليوم الأربعاء 10 أيلول/ سبتمبر، العدوان "الإسرائيلي" الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، أمس الثلاثاء، عبر غارة جوية طالت مكتب حركة "حماس" وأدت إلى استشهاد خمسة من كوادرها، واعتبرته "انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، واعتداءً صارخاً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأضافت الفصائل أن الهجوم "يشكّل حلقة جديدة من حلقات الإرهاب المنظم الذي يمارسه العدو بحق شعبنا الفلسطيني وشعوب ودول المنطقة"، مؤكدة أن "الكيان الصهيوني يشكّل الخطر الأكبر على الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
ودعت إلى "مواجهة قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لإعاقة كل مساعي وقف الحرب على غزة"، وقدمت تعازيها لحركة "حماس" ولذوي الشهداء.
من جهته، اعتبر المؤتمر الوطني الفلسطيني أن العدوان "الإسرائيلي" على الدوحة يشكّل تهديدًا للأمن القومي العربي عمومًا، وللخليج العربي بشكل خاص، داعيًا إلى تفعيل معاهدات الدفاع العربية المشتركة ردًا على هذا الاعتداء.
وأوضح المؤتمر أن استهداف العاصمة القطرية في محاولة اغتيال جماعي للقيادة السياسية والوفد المفاوض لحركة "حماس"، أثناء مناقشة سبل وقف الحرب على قطاع غزة، يمثّل مستوى جديدًا من السفور "الإسرائيلي" والإصرار على مواصلة الحرب والعدوان، وتصعيدًا خطيرًا في نهج الهيمنة والتوسع الإقليمي.
وأشار إلى أن العدوان داخل عاصمة عربية تقوم بدور الوساطة لوقف الحرب هو اعتداء على مجمل الأمن القومي العربي، ومؤشر على مضيّ إسرائيل في تحدي الدول العربية، وكشف إضافي لطبيعة سياستها العدوانية القائمة على فرض الهيمنة بالقوة الغاشمة على المنطقة.
وأكد المؤتمر أن هذا المستوى غير المسبوق من العنجهية الإسرائيلية يستدعي من الدول العربية الوقوف أمام مسؤولياتها، عبر تفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك، واتخاذ مواقف سياسية ودولية رادعة، وتوجيه رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفائها بأن مثل هذا السلوك لن يمر دون تبعات، ودون موقف حاسم من الدول والشعوب العربية.
وكانت حركة "حماس" قد أعلنت استشهاد كل من: جهاد لبد، همام خليل الحية، عبد الله عبد الواحد، مؤمن حسونة، وأحمد المملوك، إضافة إلى استشهاد الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي من الأمن القطري، في الغارة "الإسرائيلية"، مؤكدة أن الهجوم "محاولة فاشلة لاغتيال قيادتها خلال اجتماع في الدوحة".
على الصعيد الدولي، أعلن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة اليوم الأربعاء بطلب من الجزائر وباكستان لبحث الاعتداء "الإسرائيلي".
أما المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فأكد أن الأمين العام "أدان دون لبس" الاعتداء، معتبراً أنه "انتهاك صارخ لأراضي دولة ذات سيادة".
وأضاف: "قطر دولة وساطة تلعب دوراً إيجابياً في المنطقة، والاعتداء عليها لا يُعد مؤشراً إيجابياً"، محذراً من أن "الوضع في المنطقة متقلب جداً، وهناك مخاوف حقيقية من مزيد من التصعيد"، ومؤكداً أن "شعوب المنطقة تستحق السلام والاستقرار، ولا نريد تدمير الأمل في تحقيق ذلك".
وفي ردود الفعل الدولية، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاعتداء بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة قطر الشقيقة"، وقال: "الهجوم الإسرائيلي الذي طال أمن وطمأنينة قطر يظهر أن حكومة نتنياهو المتهورة تهدف إلى تعميق الصراع".
وأكد أن "الذين جعلوا الإرهاب سياسة دولة لن يحققوا أهدافهم أبداً"، مشدداً على أن "تركيا تقف بكل إمكاناتها إلى جانب أشقائها الفلسطينيين وقطر الحليفة والشريك الإستراتيجي".
أما الاتحاد الأوروبي، فاعتبر أن "الغارة الجوية تشكل تهديداً خطيراً بمزيد من تصعيد العنف في المنطقة"، مؤكداً أن "الاعتداء على دولة تلعب دوراً محورياً في الوساطة لا يخدم الاستقرار الإقليمي"، وأعرب عن "التضامن الكامل مع سلطات وشعب قطر الشريك الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي".
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الضربات الإسرائيلية في قطر غير مقبولة مهما كانت دوافعها"، مشدداً على أنه "يجب عدم السماح بامتداد الحرب إلى المنطقة بأي حال من الأحوال".
أما المستشار الألماني فريدريش ميرتس، فوصف الاعتداء خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر بأنه "غير مقبول، وانتهاك لسيادة ووحدة أراضيها".
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قال، في اتصال مع أمير قطر، إن الهجمات "تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر، وتنذر بمزيد من التصعيد في المنطقة"، مؤكداً استعداد لندن لدعم جهود الوساطة القطرية.
فيما أبدى رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن "قلقاً بالغاً"، بينما اعتبر نظيره الإسباني بيدرو سانشيز أن الهجوم "يمثل خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة"، مضيفاً أن "حان الوقت للعودة إلى إطار العقلانية والدبلوماسية".
أما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، فأكدت تضامنها مع قطر وأميرها، وقالت إن "إيطاليا تعارض أي شكل من أشكال التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط"، مشددة على أهمية "الحفاظ على دور قطر في الوساطة بعيداً عن أي تهديدات".
كما وصف وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي الهجوم بأنه "ضربة لمفهوم الدبلوماسية برمته"، بينما قال رئيس فنلندا ألكسندر ستوب إنه "يعقد تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي".
وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن "العمل العدواني الإسرائيلي غير مبرر على الإطلاق ويمثل استفزازاً خطيراً من شأنه أن يعرّض السلام والاستقرار للخطر".
تونس عبّرت عن "تضامنها التام ومساندتها الكاملة لدولة قطر"، مؤكدة أن "الرؤية المشتركة للأمن العربي خيار استراتيجي لمواجهة التهديدات الإسرائيلية".
أما الأردن، فعبر رئيس الوزراء جعفر حسان، في اتصال مع نظيره القطري، عن أن "العدوان الإسرائيلي الجبان خرق لسيادة الدول، وتعدٍّ على القانون الدولي"، مؤكداً أن "أمن قطر من أمن الأردن" وضرورة "حشد المواقف الدولية ضد الاعتداءات السافرة".
اليابان أدانت الهجوم على لسان كبير أمناء مجلس وزرائها يوشيماسا هاياشي، معتبرة أنه "عقبة أمام الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار".
أما الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، فاعتبر الاعتداء "عملاً جباناً"، وقال: "قُصفت قطر تحديداً في موقع لبحث مفاوضات السلام الفلسطينية"، داعياً الشعوب العربية إلى "أقصى درجات الوحدة".
كما دانت الصين الاعتداء "بأشد العبارات"، فيما أكدت روسيا أنه يمثل "انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة". أما جمهورية الكونغو الديمقراطية، فاعتبرت أن "الضربات تشكل تهديداً بتفاقم الوضع الإقليمي الهش"، مشيرة إلى "دور قطر التاريخي كوسيط ومناصرة للحوار والسلام"، وداعية إلى "خفض التصعيد واحترام القانون الدولي".
وبينما يستعد مجلس الأمن الدولي لمناقشة العدوان في جلسة طارئة، تتواصل التحذيرات من أن القصف "الإسرائيلي" على قطر يهدد بفتح فصل جديد في حرب غزة، مع ما يحمله من تداعيات إقليمية ودولية خطيرة.