شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غارات جديدة على قطاع غزة تركزت على مراكز إيواء النازحين وتجمعات الخيام إلى جانب المنازل السكنية، مخلفاً منذ صباح اليوم السبت 13 أيلول/ سبتمبر نحو 12 شهيداً بينهم عدد من طالبي المساعدات وفقاً للمصادر الطبية، بينما يصر الاحتلال على تهجير السكان قسراً من مدينة غزة تجاه الجنوب في ظل رفض مليون فلسطيني مخططات النزوح واحتلال المدينة.
وشهد مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة غارات "إسرائيلية" عنيفة على ثلاثة مدارس لإيواء النازحين ما أدى لتدميرها بشكل كامل بينما أفاد الدفاع المدني أن 6 أشخاص استشهدوا صباح جراء استهداف الاحتلال منزلا في المخيم.
ووفق وكالة الأناضول التركية ألقى جيش الاحتلال عبر طائراته منشورات فوق مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة تطالب سكان الأحياء الغربية بالنزوح جنوبا.
وأضافت الوكالة أن المنشورات أنذرت السكان في حي الرمال الجنوبي والشيخ عجلين وتل الهوا وميناء غزة بإخلاء مناطقهم والتوجه جنوبًا عن طريق شارع الرشيد الساحلي.
ويأتي ذلك في ظل تجدد تهديدات الإخلاء "الإسرائيلية" لسكان مدينة غزة للنزوح جنوبا، نحو ما يزعم أنها مواقع آمنة في منطقة المواصي التي تمتد من دير البلح وسط قطاع غزة إلى رفح جنوبا.
ويكثف الاحتلال عمليات القصف والتدمير العنيف التي تركزت على الأبراج السكنية والمنازل في مدينة غزة، إلى جانب عمليات التفجير في الأحياء السكنية منها حي الشيخ رضوان الذي شهد إطلاق رصاص كثيف في محيط العيادة في وسط عمليات تدمير ممنهجة للمباني السكنية التي لم تتوقف حتى اللحظة.
بينما وسط قطاع غزة، وثقت مصادر محلية ارتقاء 4 شهداء وجرح 3 آخرين باستهداف الاحتلال منتظري المساعدات، في حين جنوبي القطاع أفادت الإسعاف والطوارئ باستشهاد العميد جاسر المشوخي مدير شرطة مدينة رفح سابقا في قصف "إسرائيلي" على خان يونس.
وكان المكتب الاعلامي الحكومي قد أكد أن أكثر من مليون إنسان فلسطيني بينهم أكثر من ثلث مليون طفل ما زالوا في مدينة غزة وشمالها، ثابتين في أرضهم ومنازلهم وممتلكاهم، رافضين بشكل قاطع مخطط النزوح القسري نحو الجنوب، رغم استمرار العدوان الهمجي والإبادة الجماعية.
وأوضح الإعلام الحكومي في بيان له ان منطقة المواصي في خان يونس ورفح، التي حشر الاحتلال فيها نحو 800 ألف نسمة وادعى كذباً أنها "إنسانية آمنة"، تعرضت لأكثر من 109 مرات من القصف، خلّفت أكثر من 2000 شهيد.
وأضاف البيان أن الاحتلال يجبر الفلسطينيين على الانتقال لمنطقة المواصي في ظل انعدام وجود مستشفيات حقيقة أو بنية تحتية أو خدمات أساسية من خيام ومأوى وماء وغذاء وكهرباء وتعليم، بل إنه قام بقطع خط المياه الشرب "ميكروت" عن منطقة خان يونس بشكل كامل، ما يجعل الحياة فيها شبه مستحيلة.
"اوتشا": اسرائيل حكمت بالإعدام على غزة
من جهتها، قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أولغا تشيريفكو: إن ما تقوم به إسرائيل في مدينة غزة يشكل حكم إعدام على المدينة وسكانها، في ظل التهديدات بتهجير مئات الآلاف من الأهالي.
وأوضحت تشيريفكو، خلال مؤتمر صحفي عبر اتصال مرئي من دير البلح جنوبي القطاع مع مجموعة من الصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن "مدينة غزة حُكم عليها بالإعدام، إما المغادرة أو الموت"، مؤكدة أن المدنيين المرهقين والمذعورين أُجبروا على الفرار نحو مناطق مكتظة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وأضافت أن الوضع الإنساني بالغ الخطورة، حيث يضطر السكان لمواجهة ظروف قاسية وسط انعدام الأمن الغذائي والاكتظاظ، مشيرة إلى أن إنذارات إسرائيل المتواصلة تعني أن لا خيار أمام الأهالي سوى النزوح أو مواجهة الموت.