أعلن "الحراك الشعبي لنصرة غزة"، المنبثق عن شبكة "كلنا غزة.. كلنا فلسطين"، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت 13 أيلول/سبتمبر في مدينة البيرة، وبمشاركة شخصيات وطنية وقيادات من فصائل المقاومة، عن انطلاق حملة إضراب عالمية عن الطعام يومي 16 و23 أيلول/سبتمبر، نصرة لغزة واحتجاجاً على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
الإضراب العالمي الذي أقرته الشبكة سينفذ في نحو 100 مدينة حول العالم، من أميركا اللاتينية والشمالية، مرورا بكندا وأوروبا وصولا إلى العالم العربي.
ويصادف الموعد الأول، في 16 أيلول، ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا، لإحياء الذكرى في زمن ما زال القاتل فيه يواصل جرائمه، ويفلت من العقاب، فيما يتزامن الموعد الثاني، في 23 أيلول، مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وموجة الاعترافات بدولة فلسطين.
ويأمل المنظمون أن تشكل هذه الخطوة لحظة فارقة تثير انتباه العالم لمعاناة غزة، وتؤسس لمزيد من التحركات انسجاما مع الحراك العالمي التضامني.
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، إن إسرائيل "تستبيح الجميع في هذه المنطقة بالتواطؤ الأميركي والتخاذل الدولي"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني ليس وحده أو معزولاً، بل يحظى بتضامن واسع من شعوب العالم.
وأشار إلى التحركات الشعبية في إسبانيا ودول أخرى، داعياً القمة العربية الإسلامية إلى فرض عقوبات ومقاطعة شاملة لإسرائيل وإلغاء التطبيع معها، باعتبار ذلك "الحد الأدنى من الواجب تجاه الاستهانة بكرامة الأمة العربية والإسلامية".
ولفت البرغوثي إلى مبادرة تشارك فيها 50 سفينة تتحرك لكسر الحصار عن غزة، بدعم من 26 حركة تضامن من 25 بلداً، إلى جانب "أسطول الحرية" وحركات مناهضة الأبارتهايد العالمي.
واعتبر أن خطوة الإضراب عن الطعام في يومي 16 و23 أيلول/سبتمبر "صرخة احتجاجية وتعبيراً عن الانضواء العالمي في حملة لفرض العقوبات والمقاطعة على الكيان الإسرائيلي"، مؤكداً أن نضال الشعب الفلسطيني سينتصر كما انتصر شعب جنوب أفريقيا في مواجهة الأبارتهايد.
من جانبها، دعت ماجدة المصري، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، جميع أبناء الشعب الفلسطيني للانخراط في هذه المبادرة ليكونوا في قلب الصرخة العالمية تضامناً مع غزة والضفة الغربية، معتبرة أن ذلك يشكل نقطة انطلاق لحراك متواصل يحوّل حالة الاحتقان الداخلي إلى قوة ضغط مستمرة.
وشددت على دور المرأة الفلسطينية في قيادة هذه التحركات انطلاقاً من دور الحركة النسوية التاريخي في النضال الوطني، داعيةً إلى تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لمواجهة الاحتلال.
أما أحمد غنيم، القيادي في حركة فتح وأمين سر المؤتمر الوطني الفلسطيني، فأكد خلال المؤتمر أن هذه المبادرة امتداد لمبادرة "إضراب الشعلة" التي انطلقت سابقاً من مركز بلدنا، وبدأت تلقى استجابة في مناطق مختلفة حول العالم، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعكس تطوراً في الوعي العالمي ضمن مفهوم الإضراب عن الطعام لإظهار حالة التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وقال غنيم: "انخراط القوى الوطنية والإسلامية في فعاليات الإضراب عن الطعام تطور مهم في هذه المبادرة، وجسد الوحدة الوطنية على الأرض باتجاه إنهاء ما وصفته بـ"غول الانقسام". فقد كانت شعلة من شمعة، انطلقت من ثلة صغيرة ظن البعض أنها غير مؤثرة، لكنها تقدمت الصفوف. وبهذه الطريقة، وبهذا الشكل الموحد، يمكن إنهاء حرب الإبادة وتحقيق النصر والحرية للأسرى الفلسطينيين".
وأضاف في تصريح خاص لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "دخلت عملية الإضراب عن الطعام مرحلة جديدة بعد تشكيل شبكة عالمية تحت شعار كلنا من أجل غزة.. كلنا من أجل فلسطين."
وأكد أن الموعد الأول يتزامن مع ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا، أما الموعد الثاني، فيرتبط باجتماعات الأمم المتحدة وموجة الاعترافات بدولة فلسطين، لافتاً إلى أن هذا التطور منح الحراك قوة عالمية واسعة، حيث ستشارك نحو 100 مدينة في الإضراب، إلى جانب التطور المحلي المهم المتمثل بانخراط القوى الوطنية والإسلامية.
وباختتام المؤتمر، تلا منسق "الحراك الشعبي لنصرة غزة"، عمر عساف، بيان الحراك مؤكداً أن هذه المبادرة انبثقت رداً على حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وجرائم القتل والتجويع، التي يقابلها صمت وعجز دولي، فيما تواصل شعوب العالم التعبير عن تضامنها من خلال المظاهرات والإضرابات الشعبية وتسيير السفن والفعاليات الدولية.
وأوضح عساف أن شبكة "كلنا غزة.. كلنا فلسطين" هي شبكة عالمية مدنية مستقلة، تشكّلت لتنسيق هذه التحركات وتوحيدها بالاعتماد على التعددية والتشاركية، بهدف فرض إجراءات ملموسة على الحكومات للضغط على الاحتلال. وأشار إلى أن هذه الشبكة تبنّت خطة لتطوير الفعاليات وتكثيفها، بحيث تتوَّج بتحركات واسعة في ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا، لرفع أصوات العالم من أجل وقف الحرب وحماية الشعب الفلسطيني.