أكدت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الأحد 14 أيلول/ سبتمبر أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، في الوقت الذي يواجه أكثر من مليون فلسطيني في غزة رعبًا متجددًا،  مشددة على أن العاملين في المنظمة لا يستطيعون وقف الإبادة، لكن قادة العالم يستطيعون.

وأوضحت في بيان صادر عن أمينها العام، كريستوفر لوكيير أنه بعد تلقي أوامر عاجلة بإخلاء مدينة غزة قبيل هجوم بري موسّع بات الهروب مستحيلاً على كثير من الفئات، مثل كبار السن، والمرضى، والجرحى، والنساء الحوامل، ما يجعل بقاءهم بمثابة حكم بالإعدام.

وأشار البيان إلى أن من يحاولون الفرار يواجهون قصفًا عنيفًا، فيما يتكدس الناجون في مناطق وسط وجنوب القطاع حيث لا مأوى ولا غذاء ولا ماء، واصفاً ما يحدث بأنه ليس مجرد كارثة إنسانية، بل إبادة جماعية بحق شعب بأكمله.

وأكدت المنظمة أن الاحتلال استهدف عائلات بأكملها، وصحفيين، وكوادر طبية خلال عملهم، إضافة إلى قصف المستشفيات والمرافق الصحية بشكل ممنهج، معتبرةً أن هذه الجرائم ترقى إلى جرائم حرب.

وبينت المنظمة أن أكثر من 1,500 من العاملين في القطاع الصحي قُتلوا منذ بدء العدوان، بينهم 12 من طواقم "أطباء بلا حدود"، ولا يزال جراح العظام في المنظمة، د. محمد عبيد، معتقلاً لدى إسرائيل منذ أكتوبر 2024.

البيان شدّد أيضاً على أن السلطات "الإسرائيلية" تفرض حصارًا شاملًا على غزة، عبر منع الوقود والمياه والمواد الغذائية والأدوية، ما أدى إلى تفشي المجاعة والأوبئة. فقد سُجلت حتى الآن أكثر من 420 حالة وفاة جراء الجوع، بينهم أطفال رُضع، حيث أظهر مسح حديث أن 25% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد يهدد حياة الأجنة.

وأشار البيان إلى أن الاحتلال حوّل المساعدات الغذائية إلى سلاح إذلال، مؤكدًا أن مخططًا تموله الولايات المتحدة وإسرائيل أدى إلى سقوط أكثر من 1,400 قتيل و4,000 جريح من بين منتظري المساعدات، بينهم أطفال أُطلق عليهم الرصاص وهم يمدون أيديهم لطلب الطعام.

كما أدى نقص المياه المتعمد إلى تفشي أمراض خطيرة مثل الإسهال المائي، حيث عالجت فرق المنظمة 4,000 إصابة في شهر واحد، معظمها من الأطفال.

وذكرت المنظمة أن الحكومات الغربية تقوم بالتواطؤ في هذه الإبادة من خلال الدعم السياسي والعسكري والمالي لإسرائيل، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، ووقف أوامر الإخلاء والتهجير القسري داعية إلى وقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل التي تُستخدم في قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية.

كما طالبت الحكومات بفتح الحدود لإجلاء المرضى والجرحى المحتاجين لرعاية عاجلة، مع ضمان حق عودة النازحين لاحقًا، مشددة على أن الطواقم الطبية عاجزة عن إيقاف الإبادة، لكن قادة العالم يستطيعون ذلك إذا تحركوا بجدية.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد