شهد قطاع غزة ليلة مرعبة جديدة، في تصعيد لافت للغارات "الإسرائيلية" والقصف الجوي والمدفعي الذي طال أماكن متفرقة من مدينة غزة متركزاً على المنازل والخيام والمربعات السكنية، فيما تواصلت عمليات تفجير الروبوتات وسط عجز تواجهه الطواقم الطبية والازدحام الشديد في أقسام الطوارئ بالمستشفيات مع ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 59 شهيدًا و386 إصابة جديدة جراء العدوان المستمر.
وأضافت الوزارة أن حصيلة العدوان منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بلغت 64,964 شهيدًا و165,312 إصابة. كما أوضحت أن عدد الضحايا منذ 18 آذار/مارس 2025 وحتى اليوم ارتفع إلى 12,413 شهيدًا و53,271 إصابة.
وأسفرت الغارات "الإسرائيلية" عن ارتقاء 41 شهيدًا على الأقل منذ فجر اليوم الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر، في سلسلة مجازر ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد العائلات والنازحين.
وقالت مصادر طبية أن معظم الشهداء ارتقوا في مدينة غزة جراء الغارات "الإسرائيلية" المكثفة، حيث نقل 23 شهيدًا إلى مستشفى الشفاء، و12 إلى مستشفى المعمداني، و3 إلى مستشفى الأقصى، حيث وصلت جثامين متفحمة وأشلاء أطفال ونساء إلى أقسام الطوارئ المكتظة.
كما أعلنت وزارة الصحة وفاة 3 أشخاص بينهم طفل خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 428 شهيدًا، بينهم 146 طفلًا.
وغربي مدينة غزة، ارتكب الاحتلال مجزرة أسفرت عن ارتقاء 8 أشخاص معظمهم أشلاء بينهم أطفال ونساء في قصف مربع سكني بمحيط الأمن العام شمال غرب مدينة غزة.
فيما ارتقى شهيدان من الأطفال ووقع عشرات المصابين باستهداف منزل لعائلة مسعود بحي الدرج شرق غزة، بينما ارتقى 4 شهداء آخرون في قصف منزل بحي الصبرة جنوب المدينة.
وفي حي التفاح، ارتقى 7 شهداء في قصف "إسرائيلي" استهدف منازل قرب ساحة الشوا، كما ارتقى شهيد آخر في استهداف بشارع مشتهى بحي الشجاعية.
كما أصيب عدد من النازحين جراء قصف محيط مدرسة حمامة في حي الشيخ رضوان شمال غرب غزة، بينما أطلقت طائرات مروحية "إسرائيلية" من طراز "أباتشي" نيرانها على منازل في حي تل الهوى جنوب غرب المدينة، في وقت شهد فيه شمال غرب غزة تفجير روبوتات مفخخة من قبل قوات الاحتلال.
ووسط قطاع غزة، ارتقى 3 شهداء في قصف شقة سكنية في محافظة دير البلح، وفي الأثناء ذاتها ارتقى 7 شهداء، وأصيب 20 آخرون في قصف لتجمعات فلسطينيين ينتظرون المساعدات الإنسانية جنوب وادي غزة.
وارتقى شهيد آخر برصاص الاحتلال قرب محور نتساريم وسط القطاع أثناء انتظاره المساعدات.
ويأتي ذلك في ظل استمرار محاولات جيش الاحتلال تهجير الفلسطينيين من مدينة غزة نحو ما وصفها "المنطقة الإنسانية الآمنة"، فيما يرفض مليون فلسطيني النزوح، ولا يزالون صامدين في المدينة، رغم القصف والحصار ومحاولات الاحتلال إجبارهم على النزوح.
وكان الجيش "الإسرائيلي" قد أعلن بدء مرحلة جديدة من عملية "عربات جدعون" داخل مدينة غزة، بمشاركة فرقتين عسكريتين وثالثة في طريقها للانضمام، زاعمًا أن هدفها "تدمير بنية حماس حتى هزيمتها".
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن القصف "الإسرائيلي" العنيف يحوّل المدينة إلى ركام، وعدد الشهداء والمصابين في ازدياد مستمر.
وتشهد أقسام الطوارئ في المستشفيات القليلة المتبقية بالمدينة ازدحامًا شديدًا، فيما تعمل الطواقم الطبية بأرصدة مستنزفة من الأدوية الأساسية والمستهلكات المنقذة للحياة، وفقاً لوزارة الصحة التي حذرت من عجز خطير في وحدات الدم ومكوناته يفاقم من خطورة التدخلات العاجلة.
بدورها، شددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على أنه "لا يوجد مكان آمن ولا مأوى لسكان غزة"، مؤكدة أن أعدادًا متزايدة من العائلات تُجبر على النزوح في طرق لا تؤدي إلى أي مكان، وطالبت الوكالة المجتمع الدولي بتحرك عاجل من أجل وقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين.
وعلى صعيد متصل، ذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة أن "إسرائيل" ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال ارتكبت أربعة من أفعال الإبادة الجماعية، ودبرت حملة إبادة جماعية لما يقرب من عامين بقصد تدمير الفلسطينيين كجماعة في غزة.
وأشارت إلى أن "إسرائيل" دمرت بشكل منهجي نظامي الرعاية الصحية والتعليمية في غزة، ولم يكن لديها أي نية لتغيير مسار أفعالها، وواصلت حملتها للإبادة الجماعية في غزة.
كما طالبت اللجنة الأممية سلطات الاحتلال بإنهاء الإبادة الجماعية التي تمارسها على قطاع غزة فوراً.