في اليوم الثاني من الاجتياح البري لمدينة غزة، والذي يأتي ضمن مرحلة جديدة من حرب الإبادة المستمرة منذ نحو عامين ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، توغلت فرقتان من جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الأربعاء 17 أيلول/ سبتمبر، إلى داخل مدينة غزة من اتجاهين مختلفين، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، فيما فتح الاحتلال "مسار انتقال مؤقت" لتهجير الأهالي جماعياً، وسط استهداف القطاع الصحي واستمرار المجازر.

وذكرت هيئة البث "الإسرائيلية" (كان) أن تقديرات جيش الاحتلال تشير إلى أن العملية البرية في غزة ستستمر ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، في حين أن استهداف عناصر المقاومة "قد يستغرق وقتاً أطول".

كما زعمت التقديرات الأمنية أن نحو 400 ألف من سكان المدينة غادروها نحو جنوبي القطاع. ورغم المسافة، دوى صوت القصف العنيف حتى مناطق تل أبيب ووسط فلسطين المحتلة، كما سُمع في منطقة النقب الأقرب إلى غزة.

وفي مشهد أشبه بإعلان تهجير جماعي، أعلن جيش الاحتلال عن "مسار انتقال مؤقت" عبر شارع صلاح الدين، يمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، يفتح لمدة 48 ساعة فقط، تحت وقع نيران الطائرات والمدافع.

بالتوازي، أفادت شركة الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، نتيجة استهداف الاحتلال لمسارات رئيسية مغذية للمنطقة، وأكدت الشركة أن طواقمها تعمل "على مدار الساعة" لإصلاح الأعطال رغم خطورة الوضع الميداني.

وفي جريمة جديدة ضد القطاع الصحي، قصفت طائرات الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة بثلاث غارات متتالية على الطوابق العلوية مساء الثلاثاء، وأعلنت وزارة الصحة أن القصف أجبر نحو 40 مريضاً على مغادرة المستشفى مع أطفالهم بحثاً عن الأمان، فيما تبقى 40 مريضاً مع مرافقيهم، إضافة إلى 12 حالة عناية مركزة و30 من الطاقم الطبي.

وأكدت الوزارة أن المستشفى، وهو الوحيد المتخصص بالأورام وغسيل الكلى وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي في غزة، يضم حالياً 80 مريضاً إلى جانب 4 حالات عناية بالأطفال و8 حالات لحديثي الولادة، معتبرة القصف "جريمة تؤكد سياسة الاحتلال الممنهجة لضرب المنظومة الصحية وإخراجها عن الخدمة بالكامل"

ميدانياً، أسفرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ فجر الأربعاء عن ارتقاء 29 فلسطينياً وإصابة العشرات، حيث استشهد ثلاثة من أسرة واحدة في قصف خيمة نازحين في مواصي خان يونس، كما استشهد رجل وزوجته الحامل وابنته في قصف منزل بمخيم النصيرات وسط القطاع.

واستشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف شقة سكنية بحي تل الهوى جنوبي غزة، كما ارتقى شهداء وسقط جرحى في قصف استهدف عمارة عجور ومنزل آخر بحي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة.

واستشهد خمسة فلسطينين وإصابة أكثر من 50 آخرين من منتظري المساعدات قرب مركز مساعدات شمالي رفح، كما استشهد خمسة آخرين في قصف خيمة نازحين بمواصي خان يونس.

وكانت المصادر الطبية قد أحصت يوم أمس 108 شهداء في القطاع، بينهم 93 من شمال غزة، و9 من الوسط، و6 من الجنوب، ما يعكس اتساع رقعة المجازر التي يواصل الاحتلال ارتكابها بحق المدنيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد