نظّمت الجبهة الديمقراطية وقفة وفاء للشهداء في بيروت، وذلك في الذكرى الـ43 لمجزرة صبرا وشاتيلا، شارك فيها ممثلون عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية والعربية، ووفود من دول شقيقة وصديقة، إلى جانب اللجان الشعبية وفعاليات وطنية وسياسية وعوائل الشهداء وأبناء المخيمات الفلسطينية.
استُهلت الفعالية بكلمة افتتاحية لعضو اللجنة المركزية للجبهة محمود خليل، حيّا فيها الشهداء ومن ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلاهما نشيد الجبهة الديمقراطية، في تأكيد على وحدة الدم والمصير المشترك.
وفي كلمة المغرب، شدّد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد المغربي، جمال العسري، على أن مجزرة صبرا وشاتيلا ليست جريمة من الماضي، بل هي مستمرة بأشكال مختلفة حتى اليوم، مؤكداً أن الجماهير المغربية تواصل احتجاجاتها رفضاً للتطبيع وتجديداً للالتزام بدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة.
أما كلمة رفاق الشهيد فوزي المجامدي، فقد ألقاها عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتية، مشعان البراق، مؤكداً أن مرتكبي المجزرة لم يميزوا بين ضحاياها، كما لا يميز الاحتلال اليوم بين أبناء غزة والضفة، في استمرار للقتل الجماعي وسياسة الإبادة. وأشار إلى أن وحدة الدم والشهادة تفرض وحدة فلسطينية وعربية وأممية واسعة لمواجهة المشروع الاستعماري – الصهيوني.
من جهته، ألقى ممثل الحزب الشيوعي اللبناني، الدكتور خليل سليم، كلمة لبنان المقاوم، مذكّراً بأن ذكرى المجزرة تتزامن مع انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي واجهت الاحتلال منذ اليوم الأول، مؤكداً أن دماء صبرا وشاتيلا أسست لشراكة كفاحية لبنانية – فلسطينية ضد العدوان، وأن التضامن مع فلسطين جزء لا يتجزأ من معركة التحرر الوطني والاجتماعي في لبنان.
وفي ختام الكلمات، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، عبدالله كامل، أن المجزرة ستظل وصمة عار على جبين الاحتلال وحلفائه، وأن دماء الشهداء نبراس لدرب النضال الفلسطيني واللبناني. وشدد على أن المجازر تتجدد اليوم في غزة عبر حرب إبادة شاملة بدعم أميركي وتواطؤ غربي وصمت دولي، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية متواصلة حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس وضمان حق العودة.
كما دعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج موحد، وحماية وكالة الأونروا باعتبارها شاهداً دولياً على قضية اللاجئين، وإلى أوسع جبهة تضامن عربية ودولية لعزل إسرائيل ومحاكمتها، ورفض كل أشكال التطبيع.
واختتمت الفعالية بوضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء المجزرة، تجديداً للعهد بأن دماء الضحايا ستظل حاضرة في الوجدان الوطني حتى استعادة الحقوق الفلسطينية كاملة.