في خطوة غير مسبوقة، نفّذ الجيش اللبناني فجر اليوم الجمعة 19 أيلول/سبتمبر مداهمة أمنية داخل مخيم شاتيلا في بيروت، بعد أشهر من الاشتباكات المتكررة بين تجار المخدرات داخله ومحيطه، وعجز القوى الفلسطينية عن ضبط الوضع.
وشنّت وحدات الجيش، بالتعاون مع مديرية المخابرات، حملة واسعة استهدفت أوكار تجار ومروّجي المخدرات، وأسفرت عن اعتقال عدد منهم، فيما فرّ آخرون إلى خارج المخيم.
وأفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن المداهمات شملت ما يعرف بـ"هنغار شاتيلا"، وهو المعقل الرئيسي لتجّار المخدرات داخل المخيم، حيث يتم استلام المواد المخدرة من مناطق الضاحية وسواها من المصادر لتوزيعها عبر المخيم. كما طالت الحملة بنايات "مشروع الربيع" المحاذية للمخيم.
وتأتي هذه العملية بعد سلسلة من الأحداث الأمنية التي شهدها شاتيلا في الأشهر الأخيرة على خلفية تجارة المخدرات. ففي حزيران/يونيو اندلعت اشتباكات مسلّحة واسعة بين مجموعات متورطة، أسفرت عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى، قبل أن تتدخل القوى الأمنية الفلسطينية، وتفرض وقفاً لإطلاق النار.
وفي تموز/يوليو تجددت الاشتباكات في الشارع الغربي للمخيم، ما أدى إلى إصابات وأضرار مادية جسيمة، ثم تبعتها مواجهات عنيفة في آب/أغسطس بين تجار مخدرات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة، وأوقعت إصابات بين المدنيين.
أما مطلع أيلول/سبتمبر، فقد شهد المخيم اشتباكاً جديداً قرب المدخل الجنوبي، أدى إلى إصابات متوسطة وأعاد التوتر الأمني إلى الواجهة.