شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية، صباح اليوم الجمعة 19 أيلول/سبتمبر، تصعيداً "إسرائيلياً" واسعاً تمثل في اقتحامات واعتداءات وعمليات اعتقال للفلسطينيين، إلى جانب إغلاق معبر الكرامة وتعطيل حركة المسافرين، بينما قصفت قوات الاحتلال أحد المنازل التي حاصرتها وسط مدينة رام الله.
ففي بلدة سردا شمال رام الله، استهدفت قوات الاحتلال منزلاً مأهولاً بالسكان كانت قد حاصرته، بصواريخ محمولة على الكتف خلال عملية اقتحام، ما أدى إلى اندلاع النيران فيه، أعقبها اعتقال شاب من داخل البلدة.
وذكرت مصادر محلية، أن المنزل الذي تعرض للقصف كان قد تحصن فيه الشاب عبد الله محمود الريماوي، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقذيفة "إنيرجا" باتجاهه، ما تسبب باحتراق أجزاء من المنزل.
وبعد محاصرته، اضطر الريماوي لتسليم نفسه، قبل أن تقدم القوات على تفجير أجزاء واسعة من المنزل، ما أدى إلى تدمير محتوياته واحتراق مركبة بالكامل.
وفي بلدة بيتونيا غرب رام الله، حاصرت قوات الاحتلال منزلاً آخر، واعتقلت الشاب منذر الشافعي، كما داهمت عدداً من المحال التجارية في البلدة وكسرت أبوابها. واقتحمت القوات كذلك وسط مدينة رام الله وحي رام الله التحتا، ونفذت عمليات دهم وتفتيش.
وزعمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" أنها اعتقلت مجموعة من الفلسطينيين في منطقة رام الله، مدّعية أن هذه المجموعة تشكّل خلية تعمل على تصنيع قذائف صاروخية وتجهيزها للإطلاق نحو المستوطنات في المنطقة.
ووفق ما أوردته القناة "12" العبرية عن مصادر أمنية، فإن العملية نفذت الليلة الماضية ضمن مداهمة مشتركة لقوات الاحتلال، و"أسفرت عن ضبط قذائف صاروخية إضافية"، على حدّ وصفها.
وأظهرت الصور التي نشرها جيش الاحتلال ما قال إنها صواريخ كانت في المراحل النهائية للتطوير والاستخدام، وقد حملت اسم "طوفان T3"، وزعم أنها كانت معدّة ومجهزة للإطلاق.
وفي أريحا، أغلقت سلطات الاحتلال معبر الكرامة بالاتجاهين صباح اليوم، وأعادت الحافلات المغادرة إلى الاستراحة في المدينة، ما أدى إلى تعطيل حركة السفر.
وأعلنت الإدارة العامة للمعابر والحدود أن المعبر سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، داعية الفلسطينيين إلى تأجيل سفرهم.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من اعتداء قوات الاحتلال على عدد من العمال والسائقين الفلسطينيين عند المعبر، ما أدى إلى إصابة ستة منهم بجروح ورضوض وحروق، بينهم مسن يبلغ 62 عاماً.
وجاء الاعتداء عقب عملية إطلاق نار نفذها أحد سائقي شاحنات المساعدات الإنسانية، وهو أردني الجنسية، وأسفرت عن مقتل مستوطنَين "إسرائيليين" واستشهاد المنفذ.
أما في بيت لحم، فقد اقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية مخيم الدهيشة جنوب المدينة، وسيرت دوريات راجلة في شوارعه، وتمركزت عند مدخل المخيم الرئيسي، وعلى شارع القدس–الخليل، وسط إطلاق مكثف لقنابل الصوت، ما أثار حالة من التوتر في المنطقة.
وخلال الاقتحام، أصيب طفلان (15 عاماً)، أحدهما بالرصاص الحي في القدم والآخر جراء الاعتداء عليه بالضرب، ونقلا إلى أحد مستشفيات بيت لحم.
وشمالي الضفة الغربية، جدد الاحتلال اقتحامه لأحياء مدينة نابلس، وداهم منازل عدد من الفلسطينيين، واعتقل خمسة منهم بينهم الأسير المحرر حسان فتحي ناصر، بعد أن عاث خراباً في منازلهم.
وفي مدينة جنين، صعدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها، حيث اقتحمت بلدة عرابة، واعتدت بوحشية على الطبيب نضال العارضة داخل منزله بعد تفجير مدخله، واقتادته بطريقة عنيفة من الطابق الثاني، ما أدى لإصابته برضوض في صدره ورأسه، ونقلته طواقم الهلال الأحمر إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة برقين غرب جنين، وأغلقت مداخلها، وداهمت منازل واحتجزت عدداً من الفلسطينيين، وأخضعتهم للتحقيق الميداني قبل أن تفرج عنهم. كذلك داهمت منزل الأسير المحرر سلطان خلوف، واحتجزت والدته للضغط عليه لتسليم نفسه، في استمرار لسياسة الملاحقة المتكررة بحقه.