في خطوة وصفت بغير المسبوقة، نفّذ الجيش اللبناني فجر أمس الجمعة 19 أيلول/ سبتمبر، مداهمة واسعة في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، بهدف اعتقال تجّار مخدرات، بعد أشهر من تكرار الاشتباكات داخل المخيم بين المروّجين.

العملية التي استخدمت فيها متفجرات لتفجير بعض الأبواب، أسفرت عن تدمير منازل ومحال تجارية، وأثارت استياءً واسعاً في أوساط اللاجئين الفلسطينيين الذين تحدثوا عن أضرار كبيرة لحقت بالمدنيين.

 كما سجّل الأهالي شكاوى من "سرقة" بعض المقتنيات من المنازل، وسط إجماع بينهم على أنّ تجار المخدرات المسؤولين عن كل هذه المشكلات ما زالوا طلقاء، ولم يعتقل أي منهم.

علي فياض، مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم، قال لـبوابة اللاجئين الفلسطينيين:"المداهمة استهدفت مروّجي وتجار المخدرات، لكن الأخطاء كانت فادحة، إذ تضررت بيوت المدنيين أكثر من بيوت التجار الذين ما زالوا منتشرين داخل المخيم".

وأضاف: "هذه المخدرات ليست من المخيم أصلاً بل تدخل من خارجه. كل فصيل يحاول أن يواجه هذه الظاهرة يصبح مطلوباً للدولة، ولهذا توقفت الفصائل عن أداء دورها في هذا الملف".

من جانبه، أوضح أحمد عبادة، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، أن المنظمة لم تبلغ مسبقاً بالمداهمة، لكنه أكد أن المخيم أظهر قدراً عالياً من المسؤولية، مضيفاً:"الجيش اللبناني دخل ونفّذ ما أراده من اعتقالات شملت جميع الجنسيات، ولم تقتصر على الفلسطينيين. مؤكداً: أننا تحت سقف القانون، وفق ما اتفق عليه الرئيس محمود عباس والرئيس اللبناني جوزيف عون".

اضبطوا المخدرات التي تأتي من خارج المخيم

أما أبو النور، عضو اللجنة الشعبية في المخيم، فأشار إلى أن المشكلة أوسع من حدود المخيم نفسه: "مخيماتنا لا تملك أرضاً لزراعة المخدرات ولا أماكن لإنتاجها. هذه التجارة تأتي من الخارج".

وأضاف: العملية قد تكون إيجابية، لكن إن لم تُلاحق الرؤوس الكبيرة خارج المخيم، فكأن شيئاً لم يكن.

 ولفت إلى أنّ الناس هنا مرتاحة لأي تحرك ضد المخدرات، لكنها متألمة من استهداف صورة المخيم الذي كان يوماً رمزاً للشهداء والأبطال، وأصبح ينظر إليه اليوم كمخيم للمخدرات.

أحد اللاجئين من أبناء المخيم أيّد مبدئياً تحرك الدولة، لكنه انتقد الأسلوب العسكري القاسي، قائلاً: "نحن مع تنظيف المخيم من المخدرات بنسبة 100%، لكن استخدام مادة الـTNT في مخيم يضم أطفالاً كان أمراً عنيفاً جداً. كان بالإمكان استعمال وسائل أخرى كأدوات اللحام. الانفجارات جعلتنا نظن أن إسرائيل قصفت المخيم".

لاجئة فلسطينية أخرى عبّرت عن غضبها من استهداف المدنيين: "نحن لا نعارض مداهمة تجار المخدرات، لكن لماذا تحرق بيوتنا، وتدمر على رؤوسنا؟ من يتحمل مسؤولية المنازل التي انهارت؟ ومن يعوّض عن قوارير الغاز والهواتف والأموال التي سرقت من البيوت؟ نحن ضد المخدرات جميعاً، لكن ما جرى ظلم وحرام، ولا يجوز تحميل الأبرياء وزر هذه الجرائم".

بينما رحّب بعض الأهالي بخطوة الجيش معتبرينها بداية ضرورية لمواجهة آفة المخدرات، ارتفعت أصوات غاضبة من طريقة التنفيذ وما خلّفته من أضرار واسعة للمدنيين، في وقت لا تزال فيه الأسئلة قائمة حول غياب التنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وحول جدوى العملية إذا لم تلاحق "الرؤوس الكبيرة" المموّلة لتجارة المخدرات خارج المخيمات.

شاهد/ي التقرير :

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد