شهد مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، الأحد 21 أيلول/سبتمبر، وقفة تضامنية حاشدة دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي في الشمال، للتعبير عن غضب الأهالي حيال استمرار مجازر الإبادة والتجويع بحق أهالي قطاع غزة، والتي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي"، ولتأكيد دعم حق المقاومة في مواجهة العدوان.

نظمت الوقفة في ساحة الجلاء على الطريق العام، وشارك فيها حشد كبير من أهالي المخيم إلى جانب فصائل فلسطينية متعددة وحركات شعبية وفاعليات مجتمعية، مؤكدين وحدتهم والتفافهم لنصرة أهالي القطاع.

WhatsApp Image 2025-09-22 at 12.41.15 PM.jpeg
في كلمة ألقاها عضو مجلس أمناء "تجمع العلماء المسلمين" ورئيس "اللقاء التضامني الوطني" الشيخ مصطفى ملّص، وصف ما يجري في غزة بالمحنة العظيمة المليئة بالتضحيات، مؤكِّدًا يقين الحضور بأن "النهاية ستكون، بإذن الله، نصرًا للمقاومة وهزيمةً للمشروع الصهيوني ومن يقف وراءه في العالم".

 وأضاف: إن المحنة "لا تخص غزة فقط، بل تمسّ كل الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم"، واعتبر أن الأحداث تُعد محاولةً لتشريع الجريمة وإقرار مبدأ أن القوي يفعل ما يشاء دون رادع، خاتمًا: «نحن معكم يا أهل غزة، قضيتكم قضيتنا، ونصركم نصرنا، وعزّكم عزّنا. ستنتصرون، بإذن الله».

WhatsApp Image 2025-09-22 at 12.41.15 PM (1).jpeg
وألقى عضو قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، أحمد غنومي، كلمة شدَّد فيها على وقوف الحضور مع أهل غزة ونصرتهم لمقاومتهم الباسلة، مشيرًا إلى أن "التهديدات التي يطلقها العدو الصهيوني ورعاته في واشنطن لن تثنينا عن واجبنا في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا".

واستعرض غنومي تجارب تاريخية اعتبرها دلائل فشل المشاريع الاستعمارية، مستشهداً بمشاريع فيتنام وأفغانستان، ومؤكِّدًا أن المشروع الاستعماري في فلسطين محكومٌ عليه بالفشل.

 وختم بالتأكيد أن أمام الأمة خيارين: "إما الخضوع والذل، أو المقاومة والصمود"، معبّرًا عن قناعته بأن النصر سيكون حليف الشعب مهما عظمت التضحيات، ورأى أن الأحداث الجارية تمثل «بداية النهاية للكيان الصهيوني وللاستعمار في منطقتنا».

من جهته، شدَّد مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في الشمال، بسام موعد، على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال، مؤكِّدًا أن الوقفة "من أجل فلسطين وأهل غزة والقدس"، وأن رفض مشاريع القمع والاحتلال موقف جماعي موحّد.

وذكر موعد أن الاحتلال منذ دخوله فلسطين قبل أكثر من سبعين عامًا اعتمد سياسات إجرامية من حصار وتدمير واغتيالات وتهجير، بهدف إسكات صوت الحق وقطع أبواب الحياة أمام شعبنا، لكنه أشار إلى أن "الظلم لا يدوم، وأن الصمود هو السبيل لتحرير الشعوب وإعادة كتابة المصائر".

كما اعتبر أن فلسطين ليست قضية سياسية فحسب، بل هي جزء من الدين والتراث والهوية، وأن بيت المقدس مقدس في قلوب المسلمين والمسيحيين على حد سواء، داعيًا المترددين إلى مراجعة ضمائرهم قبل مراجعة دياناتهم، ومجددًا التأكيد على خيار المقاومة والدفاع عن الأرض والكرامة.

وطالب المشاركون، في ختام الوقفة، أحرار العالم وكل من يقف مع الحق بدعم صمود أهل غزة، معتبرين هذا الدعم موقفًا إنسانيًا وواجبًا أخلاقيًا. وجددوا العهد لأهل غزة بأن "لن نتخلى عنهم، وسنكون دوماً إلى جانبهم حتى تحقيق النصر والعودة وإقامة الحق"، مؤكدين استمرار الصمود والمقاومة حتى بلوغ ذلك الهدف.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد