تصاعدت الغارات "الإسرائيلية" المستمرة على مدينة غزة وسط قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية وتجمعات النازحين، بينما جدّد جيش الاحتلال أوامر التهجير القسري للفلسطينيين من شمالي القطاع نحو الجنوب، على وقع عمليات التفجير بواسطة الروبوتات والمدرعات المفخخة، في ظل كارثة إنسانية تحيط بنحو 700 ألف فلسطيني لا يملكون تكلفة النزوح.
وأفادت مصادر طبية بارتقاء 18 شهيدًا منذ فجر اليوم الاثنين 22 أيلول/سبتمبر، بينهم 14 في مدينة غزة، نتيجة قصف جوي ومدفعي استهدف أحياء مكتظة بالنازحين، فيما أعلنت مستشفيات القطاع عن استقبال مزيد من الشهداء والجرحى.
وسجّلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وصول 61 شهيدًا و220 إصابة جديدة جراء استمرار العدوان "الإسرائيلي" العنيف على مختلف مناطق القطاع، وفق وزارة الصحة.
وأفادت بأن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، في وقت تعجز فيه طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم؛ بسبب شدة القصف وخطورة الأوضاع الميدانية.
وبذلك ترتفع حصيلة العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 65,344 شهيدًا و166,795 إصابة، في حين بلغت الحصيلة منذ الثامن عشر من آذار/مارس 2025 وحتى اليوم 12,785 شهيدًا و54,754 إصابة.
وفيما يتعلق بـ"شهداء لقمة العيش"، لم تسجل خلال الساعات الماضية أي حالة استشهاد أثناء محاولات الحصول على المساعدات، فيما جرى تسجيل 23 إصابة جديدة. وبهذا يرتفع العدد الإجمالي لشهداء لقمة العيش إلى 2,523 شهيدًا وأكثر من 18,496 إصابة منذ بدء الحرب.
وفي مدينة غزة، شهد حي تل الهوا غارات عنيفة ومكثفة إلى جانب عمليات التفجير، حيث حوصر عدد من السكان داخل أبراج الحي. كما ارتقى شهيدان، وأصيب آخرون في قصف لطائرات مسيّرة، بينما استشهد 9 أشخاص في قصف "إسرائيلي" استهدف منطقة السدرة بحي الدرج.
وفي حي الصبرة، استشهد عدد من الأشخاص، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلًا لعائلة الديري جنوبي مدينة غزة.
إلى جانب ذلك، ألقت قوات الاحتلال منشورات تحذيرية جديدة في شارع الوحدة وشارع السفارة المصرية بمدينة غزة، تجدّد أوامرها بضرورة النزوح جنوبًا، رغم إقرار الأمم المتحدة بأن نحو 700 ألف فلسطيني ما زالوا عالقين في المدينة ولا يملكون تكلفة النزوح أو القدرة على مغادرتها في ظل الإغلاق الكامل للمعابر.
وفي وسط القطاع، استقبل مستشفى العودة 10 شهداء بينهم 4 سيدات وطفلتان، إضافة إلى 18 جريحًا، جراء قصف لمخيمات وسط غزة واستهداف نازحين قرب منطقة المغراقة. وفي منطقة السوارحة قرب مخيم النصيرات ارتقى شهيد وعدة إصابات بعد استهداف خيمة للنازحين، بينما استشهد آخر، وأصيب عدد من الجرحى في بلدة الزوايدة إثر استهداف سيارة مدنية.
كما شنّ الاحتلال سلسلة غارات في شكل "أحزمة نارية" شمال جامعة القدس المفتوحة في الأحياء الغربية للمدينة.
أما جنوبي القطاع، فقد استقبل مجمع ناصر الطبي في خان يونس 3 شهداء وعددًا من المصابين من منتظري المساعدات.
في المقابل، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال يستخدم تكتيك العربات المفخخة بشكل متزايد، حيث فجّر أكثر من 17 عربة مفخخة يوميًا داخل مدينة غزة خلال الأسبوع الأخير، بما يعادل 840 طنًا من المتفجرات، متسببًا بدمار هائل يعادل في شدته زلازل بقوة 3.7 درجات على مقياس ريختر.
وأكد المرصد أن هذه العمليات تستهدف النسيج المدني بشكل مباشر، مشددًا على أن استمرارها ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل شح المواد الغذائية والدوائية، وانعدام القدرة لدى غالبية السكان على النزوح أو النجاة من القصف المستمر.