أعلن أسطول الصمود العالمي، اليوم الأربعاء 24 أيلول/سبتمبر، أنه رصد خلال الساعات الأخيرة 13 انفجارًا وتشويشًا واسعًا في الاتصالات على متن قواربه، إضافة إلى تحليق أكثر من 15 طائرة مسيّرة فوق قارب "ألما" خلال 24 ساعة.
وأكد الأسطول أن أجسامًا مجهولة أسقطت على 10 من القوارب المشاركة، ما تسبب في أضرار مادية، محذرًا من أن "إسرائيل تشن حملة تضليل لتبرير هجوم عسكري محتمل"، وأن أي اعتداء على القافلة الإنسانية "سيعد جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".
وقال الناشط البحريني محمد عبد الله، ليل أمس الثلاثاء، وهو على متن إحدى السفن: "قبل قليل تم استهداف سفن أسطول الصمود بمسيّرات ألقت قنابل على عدد من القوارب، بعضها تعرض لأضرار مباشرة، وسفينتنا كانت من بينها. نحن هنا في مهمة إنسانية بحتة، لا نحمل سوى الماء والدواء لإيصالها إلى أهلنا في غزة الذين يتعرضون للحصار والتجويع والإبادة الجماعية".
استعدادات "إسرائيلية" ومخاوف من أزمة دولية
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تستعد لاحتمال مواجهة بحرية وصفت بأنها "معقدة"، مع الأسطول الذي يتجه إلى غزة بمشاركة نحو 40 إلى 50 سفينة انطلقت من إسبانيا، وتونس، وإيطاليا، واليونان، وعلى متنها مئات النشطاء من 44 دولة، بعضها لا تربطها علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".
ويعد هذا التحرك أكبر بكثير من الأساطيل السابقة التي لم تتجاوز سفينة أو اثنتين.
القناة 12 العبرية أوضحت أن "إسرائيل" عرضت، عشية ما يسمى "رأس السنة العبرية"، على منظمي الأسطول الرسو في ميناء عسقلان لتفريغ المساعدات ونقلها بآليات قائمة، في محاولة لتفادي التصعيد، لكن المنظمين رفضوا العرض، وأكدوا نيتهم الوصول مباشرة إلى شواطئ غزة.
تهديدات متصاعدة
وأصدرت "إسرائيل" تحذيرًا جديدًا أكثر حدّة، أكدت فيه أنها "لن تسمح للسفن بدخول منطقة قتال أو بخرق القانون". ومع ذلك، عبّرت أوساط إسرائيلية عن قلق متزايد من احتمال اضطرار جيش الاحتلال للسيطرة على عشرات السفن في وقت واحد، وهو سيناريو قد يؤدي إلى فقدان السيطرة وتفاقم أزمة دولية.
التقديرات "الإسرائيلية" تشير إلى أن الأسطول يبعد حاليًا نحو 4 إلى 5 أيام إبحار عن غزة، ما يعني أن وصوله قد يتزامن مطلع الأسبوع المقبل مع لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو ما يضاعف الحساسية السياسية للحدث.
تنديد إيطالي وإرسال سفينة حربية
وندد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، اليوم الأربعاء، بشدة بالهجوم الذي وقع خلال الليل على سفن الأسطول، الذي يسعى لإيصال مساعدات إلى غزة. وأعلنت إيطاليا إرسال سفينة حربية تابعة للبحرية الإيطالية لتقديم المساعدة للأسطول عند الحاجة.
وسبق أن اعترضت "إسرائيل" أساطيل مماثلة خلال السنوات الماضية، مستخدمة القوة المسلحة لاحتجاز السفن واقتيادها إلى موانئها واعتقال المتضامنين على متنها. لكن حجم أسطول الصمود الحالي وتنوع المشاركين فيه يجعلان من أي مواجهة محتملة حدثًا مرشحًا للتصعيد الدولي غير المسبوق.