ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس جراء القصف "الإسرائيلي" إلى أكثر من 24 شهيداً، وفق ما أعلنت مصادر طبية مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع يومها الـ 720 على التوالي.
واستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي" في هجماته الجوية والمدفعية على مختلف مناطق القطاع، مركزاً على أحياء في مدينة غزة، حيث دمّر مبانٍ سكنية في حيي الشيخ رضوان والجلاء، كما شملت الغارات محيط بركة الشيخ رضوان، ومفترق الغفري وحي الصبرة، فيما استخدم الطيران المروحي لإطلاق النيران شمال شرقي المدينة، إلى جانب استهدافات جوية لمناطق في خان يونس، وشمال النصيرات.
وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على عدة أحياء في مدينة غزة، استهدفت منازل في حي التفاح وحي الرمال وتل الهوى التي تشهد تصعيد العمليات العسكرية، الى جانب التوغل في الأحياء الشمالية والشرقية والجنوبية لمدينة غزة في إطار عملية "عربات جدعون ٢" الرامية لتهجير من تبقى من سكان مدينة غزة.
وأدى القصف إلى دمار واسع وإصابات عديدة، بينهم جرحى من طالبي المساعدات الإنسانية الذين كانوا يصطفون للحصول على الغذاء وسط القطاع.
وأفادت مصادر طبية بأن من بين الشهداء ثلاثة مدنيين كانوا ضمن طالبي المساعدات، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وتفاقم أزمة الغذاء والمأوى.
الاحتلال يصعّد هجماته على غزة
من جهته، اعترف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أن سلاح الجو شن أكثر من 170 غارة في أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في إطار ما وصفه بعملية "مركبات جدعون 2".
وزعم بيان الجيش أن قواته "تعمّق نشاطها داخل مدينة غزة وباقي أنحاء القطاع ضد منظمات الإرهاب"، وبحسب البيان، تواصل قوات الفرقة 162 القتال في عمق مدينة غزة، فيما استهدفت قواته المدفعية "بنى تحتية استخدمت لنصب كمائن ضد قوات الجيش".
كما ادعى جيش الاحتلال أن قوات الفرقة 98 "وجّهت طائرات حربية لقصف نحو 20 هدفًا في مدينة غزة، بينها مسلحون ومخزن أسلحة"، لافتًا إلى أن طائرة حربية "اغتالت مسلحًا كان يحمل عبوة ناسفة ويحاول تنفيذ هجوم فوري ضد القوات".
وأعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات أنه استقبل خلال 24 ساعة 13 شهيدا، بينهم 3 أطفال و4 نساء، إضافة إلى 48 إصابة، نتيجة قصف طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" لمخيمات وسط قطاع غزة واستهداف تجمعات الفلسطينيين جنوب منطقة وادي غزة.
ومن بين هؤلاء الضحايا، عدد من الشهداء ارتقوا جراء قصف الاحتلال لمنزل يعود لعائلة دحروج في مخيم النصيرات.
من جهته، أعلن مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع أن مجزرة "إسرائيلية" في منطقة الزوايدة وسط القطاع أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينياً وإصابة آخرين.
كما استشهد 4 فلسطينيين من عائلة واحدة في غارة "إسرائيلية" طالت منزلًا قرب المستشفى الأردني بمدينة خان يونس جنوبي القطاع.
تشرد آلاف العائلات في غزة
من جانبه، قال الهلال الأحمر الفلسطيني للتلفزيون العربي إن آلاف العائلات في مدينة غزة باتت بلا مأوى في ظل انقطاع المساعدات ونقص حاد في الغذاء، محذرًا من عراقيل كبيرة تفرضها سلطات الاحتلال على عمل الطواقم الطبية التي تفتقد للمعدات الثقيلة لانتشال المفقودين من تحت الركام.
وأوضح أن إغلاق محافظة رفح بالكامل دفع آلاف النازحين إلى خان يونس التي تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية.
بدورها، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيانًا أكدت فيه أن غزة شهدت "ليلة عصيبة جديدة"، مشيرة إلى سقوط عدد كبير من الأطفال بين قتيل وجريح.
وكشفت أن غزة باتت تسجل أعلى نسبة في العالم للأطفال مبتوري الأطراف مقارنة بعدد السكان، إذ يقدر عددهم بنحو 4000 طفل منذ بدء الحرب.
وأكدت الوكالة الأممية أن "خسائر الأطفال لا تقتصر على الإصابات الجسدية والجوع، بل تشمل ندوبًا نفسية عميقة من قلق وكوابيس وخوف وعدوانية"، مشيرة إلى أن كثيرًا منهم يُجبرون على التسول أو عمالة الأطفال بفعل فقدان مصادر الحياة.
وحذر المفوض العام لـ"أونروا" من أن ملايين السكان في قطاع غزة مهددون بالمجاعة إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل، مؤكدًا أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا وأن التدخل الفوري أصبح ضرورة قصوى لتجنب كارثة إنسانية وشيكة.