حذّر مدير مستشفى الشفاء في غزة، اليوم الخميس 25 أيلول/سبتمبر من خطورة الوضع داخل المجمع الطبي الذي يواجه ظروفًا مأساوية في ظل تهديدات الاحتلال "الإسرائيلي" واقتراب دباباته من محيط المستشفى.
وأشار الدكتور محمد أبو سلمية في حديث لقناة الجزيرة إلى أنّ إخراج المجمع الطبي من الخدمة قد يؤدي إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا.
وأكد أن الطواقم الطبية تعيش تحت خطر حقيقي نتيجة التحريض المباشر ضدهم، لافتا إلى أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف استثنائية وقاسية جداً، وموضحاً أن قوات الاحتلال مُصرة على إخراج المستشفى عن الخدمة.
وكان أبو سلمية، قد طالب في وقت سابق المؤسسات الأممية والدولية بضرورة التدخل العاجل لإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية إلى القطاع الصحي في غزة، وسط التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة القصف "الإسرائيلي" المتواصل على غزة.
وأكد أبو سلمية أن المنظومة الصحية في غزة تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن خدمات بنوك الدم في المستشفيات مهددة بالتوقف الكامل، بسبب النقص الحاد في المستهلكات المخبرية اللازمة لإجراء الفحوصات ونقل وحدات الدم.
وأوضحت الوزارة أن الأزمة تعيق تغطية الاحتياجات الطارئة في الأقسام الحيوية، خصوصًا مع تزايد أعداد الجرحى الذين يتوافدون إلى المستشفيات بشكل يومي، محذرة من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى عواقب صحية كارثية.
من جانب آخر، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أنّ معاناة النازحين في قطاع غزة تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث لم تعد محافظات الوسطى والجنوب قادرة على استيعاب المزيد من النازحين بعد امتلاء المساحات المتاحة، خاصة في منطقة المواصي.
وأضاف أنّ النازحين باتوا يفترشون الطرقات ويقيمون خيامًا عشوائية بين المكاره الصحية، في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة، وارتفاع حاد في أسعار النقل والخيام القليلة المتوفرة، وسط منع الاحتلال إدخال المزيد منها عبر المعابر.
وأشار المكتب إلى أنّ الاحتلال يتعمد "هندسة الفوضى" عبر دعم عصابات مسلّحة تعمل تحت غطائه، ما يضاعف المخاطر الأمنية على النازحين.
كما تتواصل الاستهدافات المباشرة للمدنيين خلال رحلة نزوحهم نحو الجنوب، حيث استقبلت المستشفيات هناك مئات الإصابات بين النازحين الذين تم قصفهم في الطريق.
وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال "الإسرائيلي"، إلى جانب الإدارة الأمريكية والدول الداعمة له، المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والجاد لتوفير الحماية للسكان المدنيين ووقف ما وصفه بالجرائم الممنهجة ضد الإنسانية.