في خطوة لافتة تعكس الضغوط المتزايدة على شركات التكنولوجيا العالمية بشأن تعاونها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت شركة "مايكروسوفت" الأميركية أنها أوقفت وصول الوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال إلى مجموعة من خدماتها السحابية والذكاء الاصطناعي، بعد ثبوت استخدامها في برنامج مراقبة جماعية لاستهداف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وأكد رئيس الشركة براد سميث، في بيان نُشر على المدونة الرسمية لـ"مايكروسوفت" الخميس، أن مراجعة داخلية أظهرت أدلة أولية تدعم ما ورد في تحقيق صحيفة "الغارديان" البريطانية، الذي كشف عن استخدام وزارة الأمن "الإسرائيلية" لسعة تخزين "أزور" في هولندا وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات المراقبة. وقال سميث: "مايكروسوفت لا توفّر التكنولوجيا لتسهيل المراقبة الجماعية للمدنيين، ونلتزم بهذا المبدأ منذ أكثر من عقدين".

وأضاف أن الشركة اتخذت قرارها بعد مراجعة واسعة شملت السجلات المالية والوثائق الإدارية والاتصالات الداخلية، دون فحص محتوى العملاء، التزاماً بمبدأ حماية الخصوصية. وبناءً على نتائج المراجعة، أبلغت الشركة وزارة الأمن "الإسرائيلية" بقرارها "وقف وتعطيل مجموعة من الاشتراكات والخدمات المحددة"، بما يشمل خدمات التخزين السحابي والتقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وأشار سميث إلى أن القرار تم بالتنسيق مع السلطات "الإسرائيلية"، مؤكداً في الوقت ذاته أن مايكروسوفت ستواصل أنشطتها المتعلقة بحماية الأمن السيبراني في "إسرائيل" ودول أخرى في المنطقة، ضمن اتفاقيات مثل "اتفاقيات أبراهام".

وجاء قرار "مايكروسوفت" بعد تحقيق استقصائي شاركت فيه "الغارديان" ومجلة +972 وموقع "لوكال كول"، كشف أن الوحدة 8200 اعتمدت على خدمات "أزور" لتشغيل نظام مراقبة ضخم وُصف داخلياً بشعار "مليون مكالمة في الساعة". النظام تمكن من جمع وتشغيل وتحليل كمّ هائل من مكالمات الفلسطينيين، قُدّر مخزونه بأكثر من 8 آلاف تيرابايت من البيانات، قبل أن يُنقل إلى خارج الاتحاد الأوروبي مطلع أغسطس/آب، على الأرجح إلى منصة "أمازون ويب سيرفيسز"، هرباً من التشريعات الأوروبية الصارمة لحماية البيانات.

وبحسب التحقيق، فإن التعاون بين "مايكروسوفت" والوحدة 8200 بدأ عام 2021، بعد لقاء جمع المدير التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا بقائد الوحدة آنذاك يوسي سارئيل، وأسهمت المنصة السحابية في "تسهيل تحضير ضربات جوية مميتة وتوجيه العمليات العسكرية" في غزة والضفة الغربية.

يُذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل حرب إسرائيلية متواصلة منذ نحو عامين على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 65 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من المدنيين، وفق تقارير حقوقية ودولية، وسط اتهامات متصاعدة لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد