شهدت محافظات الضفة الغربية المحتلة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الثلاثاء 30 أيلول /سبتمبر، موجة عسكرية واسعة نفذتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" شملت اقتحامات متزامنة واعتقالات وإجراءات قمعية متنوعة في تصاعد متواصل يستهدف المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية.
ففي محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال مساء أمس الاثنين بلدة تقوع جنوب شرق المدينة، وتمركزت في حارة الشاعر، حيث داهمت عدة منازل وفتشتها بدقة واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة من منازل المواطنين والمحلات التجارية، وفقًا لمصادر محلية.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الأسيرة المحررة حنان البرغوثي من بلدة كوبر شمال غرب المدينة، عقب مداهمة منزلها وتفتيشه.
أما في جنين فقد واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها حيث داهمت بلدة عانين غرب المدينة وفتشت عدداً من المنازل بعنف مما أدى إلى تخريب محتوياتها واحتجز الجنود عدداً من الشبان في شوارع البلدة واعتدوا عليهم بالضرب المبرح كما اقتحمت قوات الاحتلال حي الجابريات في جنين وداهمت بناية سكنية ومنزلاً وعبثت بمحتوياتهما.
ويُذكر أن العدوان على مدينة جنين ومخيمها يدخل شهره التاسع على التوالي، مخلفاً حتى اللحظة 49 شهيداً وعشرات الإصابات والاعتقالات، إضافة إلى تدمير أكثر من 600 منزل بشكل كامل، ونزوح نحو 22 ألف فلسطيني من مخيم جنين إلى البلدات والقرى المجاورة وبعض أحياء المدينة.
وتكثف قوات الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمدينة ومخيمها، عبر مداهمات للمنازل واعتقالات وعمليات استجواب ميدانية للمواطنين.
وفي طولكرم نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت أربعة شبان بعد اقتحام منازلهم وهم جهاد عماد الشيخ يوسف نعالوة من ضاحية شويكة وجاد محمد زير ومجد الرسمي وتامر هرشة من بلدة قفين.
أما في نابلس فقد شنت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات حيث داهمت قرية اللبن الشرقية جنوب المدينة وفتشت إحدى العمارات السكنية ونصبت حاجزاً عسكرياً على المدخل والمخرج الوحيد للبلدة وقامت بتفتيش المركبات والمارة كما اقتحمت المدينة وداهمت منازل في مخيم العين وفتشتها وخربت محتوياتها قبل انسحابها.
ولا تزال قوات الاحتلال تواصل منذ مساء الاثنين اقتحامها لقرية مادما جنوب نابلس حيث تستمر العملية منذ أكثر من 13 ساعة متواصلة وحولت قوات الاحتلال ثلاث بنايات سكنية إلى ثكنة عسكرية وأجبرت خمس عائلات على إخلائها لمدة 24 ساعة.
وفي السياق، أجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محلاتها التجارية، ونصبت ثلاثة حواجز عسكرية على مداخل القرية، ومنعت الدخول والخروج منها.
وتنتشر قوات راجلة بأعداد كبيرة في أحياء القرية، حيث تقوم بعمليات تفتيش للمواطنين وتمنعهم من مغادرة منازلهم.
وفي الخليل، قررت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاق المسجد الإبراهيمي لمدة ثلاثة أيام متواصلة (الثلاثاء، الأربعاء، والخميس) بحجة ما يسمى "الأعياد اليهودية".
وأكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن القرار يشمل جميع أروقة وساحات وأقسام الحرم، ويمنع المصلين من دخوله بشكل كامل.
واستنكرت الوزارة هذا القرار، معتبرة إياه انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة واستهدافاً ممنهجاً للحرم الإبراهيمي الشريف، خاصة في ظل استمرار منع رفع الأذان والتضييق على دخول المصلين عبر البوابات الإلكترونية، وعرقلة عمل طواقم الحرم.
كما طالبت المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات التي تهدد الطابع الديني الإسلامي الخالص للحرم.