واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنوه، منذ فجر اليوم الأربعاء 1 تشرين الأول/ أكتوبر، اعتداءاتهم الواسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية، شملت اقتحامات واعتقالات وإصابات، إلى جانب تدمير ممتلكات وقطع مئات الأشجار المثمرة.
ففي بلدة سعير شمال شرق الخليل، أقدم مستوطنون من مستوطنتي "أصفر" و"كودوفيم" على قطع أكثر من 200 شجرة زيتون معمّرة، وما يزيد على 100 شجرة لوزيات مثمرة في منطقة "أم البطم" بوادي سعير، باستخدام مناشير كهربائية.
وقال الفلسطيني عيسى محمد شلالدة لوكالة "وفا": إن الأشجار تعود ملكيتها له ولشقيقه عزات وقد أُتلفت بالكامل، مشيراً إلى أن المنطقة تعرضت قبل أسابيع قليلة لحرائق متعمدة أضرمها المستوطنون في عشرات الدونمات المزروعة بالكرمة والزيتون واللوزيات، ضمن سياسة تهدف إلى تهجير الأهالي لصالح التوسع الاستيطاني.
وفي القدس المحتلة، اقتحم 489 مستوطناً باحات المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوساً تلمودية بحماية شرطة الاحتلال، استجابة لدعوات جماعات "اتحاد منظمات الهيكل" المزعوم لحشد أنصارها لاقتحام واسع للأقصى يوم الاثنين المقبل تزامناً مع ما يسمى "عيد العرش" العبري.
أما في جنين، فقد اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم مركز المدينة، وانتشرت فرق مشاة في الدوار الرئيسي ومنطقة الحسبة، وأطلقت الرصاص الحي تجاه الفلسطينيين ما أدى إلى تعطيل الحركة العامة، في وقت يتواصل فيه العدوان على المدينة ومخيمها منذ الحادي والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي وسط انتشار عسكري كثيف.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب تيسير ياسر حطاب (31 عاماً) من قرية جفنا بعد مداهمة منزله، كما فجرت مخزناً في بناية سكنية ببيتونيا من دون تسجيل إصابات.
وفي طوباس، أصيب شابان بالرصاص الحي والشظايا خلال اقتحام مخيم الفارعة، واعتقلت القوات الشاب حسن التايه بعد محاصرة منزله وتخريب محتوياته، إضافة إلى اعتقال يامن صبح.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات خاصة "إسرائيلية" تسللت إلى المخيم في ساعات الصباح الأولى تبعتها تعزيزات عسكرية من حاجز الحمرا، قبل أن تمتد الاقتحامات إلى مدينة طوباس وبلدة عقابا شمالها.
وفي بيت لحم، نفذت قوات الاحتلال عملية اقتحام بعد منتصف الليلة الماضية، وتمركزت عند منطقتي باب الزقاق ومفترق الراضي، وأغلقت الشارع الرئيس القدس–الخليل من دون تسجيل اعتقالات.
وفي نابلس، هاجم مستوطنون منزل الفلسطيني عبد الحكيم العامر في بلدة حوارة، وأضرموا النار في جزء منه (العريشة)، ما ألحق أضراراً مادية. وأكدت رنا أبو هنية، رئيسة شعبة العلاقات العامة في بلدية حوارة، أن الاعتداء يأتي ضمن سلسلة هجمات متكررة تستهدف منازل الفلسطينيين القريبة من بؤرة استيطانية جديدة.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب علي نور بركات الأطرش بعد اقتحام منزله وتفتيشه، كما داهمت عدة منازل تعود لعائلة السويطي في بلدة بيت عوا وألحقت خراباً واسعاً فيها. بالتوازي، نصبت القوات حواجز عسكرية على مداخل المدينة والبلدات المحيطة، وأغلقت طرقاً رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية، ما أعاق حركة الفلسطينيين.
وفي طولكرم، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت ثلاثة شبان: فارس عبد ربه من حي ذياب بالحي الشرقي، معضاد جمال كليبي من ضاحية شويكة شمال المدينة، وعطية وائل محمود من بلدة بلعا شرق طولكرم.
تأتي هذه الاعتداءات في ظل استمرار التصعيد "الإسرائيلي" على مدن وبلدات الضفة الغربية، في مشهد يومي متصاعد منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.