قالت وزارة الصحة العالمية: إن أكثر من 42 ألف فلسطيني في قطاع غزة أصيبوا بإصابات غيّرت مجرى حيواتهم، بينهم طفل من كل أربعة مصابين.

وفي منشور لها عبر منصة (X) أشارت المنظمة إلى أن الإصابات المُغيرة مجرى الحياة تشكل ربع جميع الإصابات المُبلغ عنها، من إجمالي 167,376 شخصًا أُصيبوا منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مضيفة أن هناك 5 آلاف فلسطيني تعرضوا لبتر أطراف.

وعلى ما يبدو، فإن الأطفال هم الفئة الأكثر تعرضاً لبتر الأطراف، وفق ما تؤكد إحصائية سابقة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وهو الرقم الأعلى عالمياً بالنسبة لعدد السكان.

وقال المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، في تغريدة له عبر منصة (X): إن قطاع غزة يضم اليوم أعلى عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم، محذراً من أن معاناة هؤلاء الصغار لا تتوقف عند حدود الجسد، بل تمتد إلى ندوب غير مرئية مثل القلق والكوابيس والعدوانية والخوف المستمر.

طفل فقد ساقه واستبدلها بماسورة معدنية

ومن بين حكايا هؤلاء الأطفال تبرز قصة الطفل راتب اقليق (10 أعوام) من مدينة خان يونس، الذي فقد ساقه في قصف "إسرائيلي" استهدف عائلته وأدى إلى استشهاد والدته وشقيقه.

وبعد إصابته بعشرات الشظايا، نُقل في حالة حرجة إلى المشفى الأمريكي بمدينة دير البلح حيث خضع لعمليات جراحية معقدة، وكان بقاؤه على قيد الحياة أقرب إلى المعجزة.

200925_Dair_El-Balah_TI_00(1).jpg

يقطن راتب مع جده لأبيه في خيمة بدير البلح وسط قطاع غزة، ويروي الجد تفاصيل ما جرى: "تلقيت اتصالًا يخبرني أن زوجة ابني وأطفاله تعرضوا للقصف أثناء زيارة عائلية، عندما وصلت، وجدت زوجة ابني قد استشهدت مع طفلها الصغير، ولم يكن راتب بينهم، لاحقًا علمنا أنه في المستشفى مصاب بجروح خطيرة، ولم أصدق أنه نجا بعدما مزقت الشظايا معدته، وأكد الأطباء أن ساقه قد بترت".

لكن مأساة الطفل لم تنتهِ عند فقدان ساقه، إذ شوهد وهو يحاول تركيب ساق بديلة من أنبوب معدني يستخدم عادة في الصرف الصحي، ليسير مثل أقرانه. يقول الجد متأثرًا: "سألته: ما هذه يا راتب؟ فأجابني: أريد أن أمشي وألعب مثل الأطفال في الشارع."

كان راتب يسقط مراراً على الأرض أثناء محاولاته، فيصاب بجروح جديدة، لكنه يرفض الاستسلام للعجز، متمسكاً بحلم أن يعيش حياة طبيعية كأي طفل في عمره.

جائحة إعاقات غير مسبوقة

حالة راتب ليست سوى مثال على واقع آلاف الأطفال في غزة الذين صار الطرف الصناعي بالنسبة لهم حلماً بعيد المنال، فقد وصفت الأمم المتحدة هذا الوضع بـ"جائحة الإعاقات"، مؤكدة أن غزة باتت المكان الأعلى عالمياً في نسبة الأطفال ذوي الإعاقة.

وبحسب اللجنة الأممية المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن21 ألف طفل على الأقل في غزة يعانون من إعاقات منذ اندلاع الحرب، بينما تعرض أكثر من 40,500 طفل لإصابات مباشرة مرتبطة بالقصف خلال نحو عامين، نصفهم تقريباً أصبح يعاني من إعاقة دائمة.

وحذّر "لازاريني" من ضياع مستقبل هؤلاء الأطفال الذين يُدفع كثير منهم إلى التسول أو عمالة الأطفال أو سلوكيات خطرة للبقاء على قيد الحياة، واصفاً وضعهم بأنه "طفولة ضائعة"، ومؤكداً أن استمرار هذا الواقع سيترك جروحاً نفسية واجتماعية عميقة تطاردهم لأجيال قادمة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد