نظّم طلاب وأهالي مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، اليوم السبت 4 تشرين الأول/ أكتوبر، اعتصاماً طلابياً حاشداً احتجاجاً على تدهور واقع التعليم في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" واستمرار سياسة التقليصات التي تهدّد مستقبل آلاف الطلاب الفلسطينيين في لبنان.
وخلال الاعتصام، ألقيت كلمة باسم الطلاب المعتصمين، حذّرت من أنّ التعليم في مدارس "أونروا" يمرّ بأخطر مرحلة منذ عقود، معتبرة أنّ المساس بحق التعليم يشكّل استهدافاً مباشراً للقضية الفلسطينية ومستقبل الأجيال القادمة، ومؤكدةً أنّ التعليم كان دوماً السلاح الأقوى لشعبنا في معركته من أجل الحرية والعودة.
وأشارت الكلمة إلى أنّ الصفوف في مدارس "أونروا" باتت تضم أكثر من خمسين طالباً في القاعة الواحدة، وسط نقص حاد في الكادرين التعليمي والإداري، وتردّي البنية التحتية للمباني المدرسية التي لم تخضع للصيانة منذ سنوات، في ظل غياب أي خطة تربوية عاجلة لمواكبة احتياجات الطلاب.
ورأى المعتصمون أنّ سياسة التقليصات التي تبرّرها "أونروا" بالعجز المالي هي في حقيقتها خطوات سياسية ممنهجة تستهدف تصفية قضية اللاجئين عبر ضرب مقوّمات صمودهم في المخيمات، مؤكدين رفضهم المطلق لسياسة دمج الصفوف والمدارس التي وصفوها بأنها جريمة تربوية تدمّر العملية التعليمية من أساسها.
وطالب الطلاب إدارة "أونروا" بالإسراع في إيجاد حلول جذرية تضع حدّاً للانهيار التعليمي وإعادة الاعتبار للمدارس الفلسطينية، مؤكدين ضرورة ترميم مدارس مخيم عين الحلوة وإعادة فتح الصفوف أمام الطلاب بشكل آمن ولائق، ووقف السياسة المتّبعة بحق مدرسة فلسطين في مخيم برج الشمالي وإيجاد حل يحافظ على استقرارها.
كما طالبوا بإعادة العمل ببرنامج المنح الجامعية باعتباره حقاً مكتسباً للطلاب الفلسطينيين، وتطوير مركز سبلين للتدريب المهني والتقني وتوسيع طاقته الاستيعابية، ووضع خطة طوارئ تربوية عاجلة تستوعب الزيادة في أعداد الطلاب، وضمان الأمان الوظيفي للمعلمين ووقف الإجراءات التعسفية بحقهم.
وأكدت الكلمة أنّ هذا التحرك ليس حدثاً عابراً، بل خطوة في مسار نضالي متصاعد، مشددةً على أنّ التعليم بالنسبة للاجئين الفلسطينيين خط أحمر لا يمس، وأنّ صوت الطلاب حين يرفع لا يمكن أن يقمع، داعيةً إلى توحيد الجهود في الدفاع عن المدارس وحق الطلاب في تعليم كريم.
ويأتي هذا الاعتصام في سياق تحركات احتجاجية متواصلة في مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، رفضاً لتقليصات "أونروا" وتراجع خدماتها الأساسية، وفي مقدمتها التعليم.