نظّم أهالي وطلاب مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، اليوم السبت 4 تشرين الأول/ أكتوبر، وقفة احتجاجية حاشدة رفضاً لسياسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" القاضية بعدم إقامة مدرسة ثانوية داخل المخيم، وتأكيداً على حق الطلاب في التعليم الثانوي المجاني والآمن ضمن مدارس الوكالة.

ورفع المشاركون خلال الوقفة شعارات تطالب "أونروا" بالتراجع عن قراراتها الأخيرة المتعلقة بدمج المدارس وتقليص الخدمات، معتبرين أن هذه الإجراءات تمثل تهديداً مباشراً لحق اللاجئين في التعليم، وتمسّ جوهر قضيتهم الوطنية وحقهم في العودة.

وفي كلمة ألقيت باسم الطلاب المشاركين، قال أحد تلاميذ مدارس "أونروا" إنهم يرفضون سياسة دمج المدارس، لأن هذه المدارس ليست مجرد أماكن للتعليم، بل هي جزء من هوية اللاجئين وجزء من قضيتهم الوطنية. 

وأضاف أن الأونروا وجدت لتذكر العالم بأن اللاجئين لم يعودوا بعد إلى بلادهم، وأن لهم حقوقا لم تتحقق بعد، مؤكدا أن دمج المدارس يعني تذويب الهوية الفلسطينية وتجاهل القضية، وهو ما لا يمكن القبول به.

وأشار الطالب إلى أن الطلاب يريدون مدارس تابعة لـ"أونروا" تدرّس تاريخهم، وتغرس فيهم حق العودة، وتحافظ على حقهم في التعليم المجاني والآمن، داعياً جميع الطلاب والأهالي والمعلمين إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه السياسات التي تهدد مستقبلهم الدراسي والوطني.

WhatsApp Image 2025-10-04 at 1.20.43 PM.jpeg

كما ألقت مسؤولة منظمة الجيل الجديد "مجد" في مخيم برج الشمالي، فاطمة قاسم، كلمة باسم اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" والمنظمة، شددت فيها على أن التعليم في مدارس "أونروا" يعيش مرحلة حرجة وخطرة غير مسبوقة منذ عقود، داعية الوكالة إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقالت قاسم إن التعليم كان دوماً السلاح الأقوى لشعبنا الفلسطيني في معركته من أجل الحرية والعودة، وهو الحصن الذي حافظ على الهوية الوطنية في وجه مشاريع التهجير والطمس، معتبرة أن المساس بحق التعليم يشكّل استهدافاً مباشراً للقضية الفلسطينية ومستقبل الأجيال.

وأضافت أن الواقع التعليمي في مدارس "أونروا" يشهد تدهوراً غير مسبوق، حيث الصفوف مكتظة، وتضم أحياناً أكثر من خمسين طالباً، في ظل نقص حاد في الكادرين التعليمي والإداري وبنية مدرسية مهترئة لم تشهد صيانة منذ سنوات، إلى جانب غياب خطة تربوية عاجلة تواكب احتياجات الطلاب. 

وأوضحت أن هذه الأزمة هي نتيجة مباشرة للسياسات الظالمة التي تتبعها "أونروا" بذريعة العجز المالي، في وقت تُنفق فيه مليارات الدولارات على الحروب والدمار بدلاً من دعم حق اللاجئين في التعليم والصحة والحياة الكريمة.

ورفضت قاسم ما وصفته بسياسات التقليص الممنهجة التي تستهدف تصفية قضية اللاجئين وضرب مقومات صمودهم، مؤكدة أن دمج المدارس ليس حلاً، بل جريمة تربوية تدمّر العملية التعليمية من أساسها، داعية الوكالة إلى إيجاد حلول جذرية وفورية للأزمة التربوية القائمة، والإسراع في ترميم مدارس مخيم عين الحلوة وإعادة فتح الصفوف بشكل آمن ولائق، ورفض سياسة تقليص الخدمات بحق مدرسة فلسطين في برج الشمالي وإيجاد حل سريع يضمن استقرارها كصرح تعليمي يخدم آلاف الطلاب، وتخصيص قطعة أرض لبناء مدرسة وثانوية جديدتين في المخيم.

كما دعت إلى إعادة العمل ببرنامج المنح الجامعية باعتباره حقاً مكتسباً للطلاب الجامعيين، وتطوير مركز سبلين للتدريب المهني والتقني وتوسيع طاقته الاستيعابية لفتح مجالات جديدة أمام الطلاب، ووضع خطة طوارئ تربوية عاجلة لاستيعاب الزيادة في أعداد الطلاب، ووقف الإجراءات التعسفية بحق المعلمين وتأمين الأمان الوظيفي لهم.

واختتمت قاسم كلمتها بالتأكيد على أن الاعتصام ليس حدثاً عابراً، بل خطوة في مسار نضالي متواصل للدفاع عن حق اللاجئين في التعليم، مشددة على أن التعليم بالنسبة للفلسطينيين خط أحمر لا يُمسّ، وأنهم لن يقبلوا أن يكون أبناؤهم ضحية الإهمال والسياسات الظالمة، مؤكدة استمرار التحركات في الشارع، وفي كل الميادين حتى تتحمل "أونروا" مسؤولياتها كاملة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وتأتي هذه الوقفة في إطار حراك متواصل ضد تقليصات وكالة "أونروا" على كافة الصعد، ولا سيما في قطاع التعليم، تشهده مختلف مخيمات اللاجئين في لبنان من نهر البارد شمالاً إلى برج الشمالي جنوباً.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد