تتوالى ردود الأفعال الفلسطينية والعربية والدولية على ردّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الرسمي على المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب على قطاع غزة، وسط دعوات لتكثيف الجهود لإنهاء الإبادة المتواصلة ووضع حدّ لمعاناة الشعب الفلسطيني وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وكانت "حماس" قد أعلنت موافقتها على إطلاق سراح جميع المحتجزين "الإسرائيليين" الأحياء وجثث القتلى، وفق البنود الواردة في الخطة الأميركية، مؤكدة أن موقفها جاء بعد مشاورات معمّقة مع مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، في إطار موقف وطني جامع يهدف إلى حماية الشعب الفلسطيني وإنهاء العدوان المستمر.

وأكدت الحركة أن ردها ينبع من الحرص على وقف العدوان وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة، وتمسكًا بثوابت الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى موافقتها على بنود الاتفاق المتعلقة بوقف الحرب وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً، ورفض احتلال القطاع أو تهجير شعبنا الفلسطيني منه.

وقد أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بردّ الحركة، واعتبره مؤشراً على "استعدادها للسلام"، داعياً حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" إلى وقف القصف فوراً، ومؤكداً أن بلاده بدأت مناقشات عملية لتنفيذ المقترح.

من جهته، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن أمله في أن يمهد هذا التطور الطريق نحو وقف دائم للأعمال العدائية في غزة، يليه التعافي وإعادة الإعمار بما يتماشى مع القانون الدولي.

كما رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ببيان "حماس"، واعتبره "مشجعاً"، داعياً جميع الأطراف إلى اغتنام هذه الفرصة لإنهاء الحرب المأساوية في غزة.

فلسطينياً، رحّب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإعلان الرئيس ترامب بشأن وقف الحرب، وبردّ "حماس" الإيجابي، مؤكداً"الاستعداد للعمل البنّاء مع الإدارة الأميركية وجميع الشركاء المعنيين لتحقيق السلام الدائم وفق الشرعية الدولية"، وداعياً إلى الالتزام الفوري بالوقف الكامل لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى والرهائن، وإدخال المساعدات العاجلة وضمان عدم التهجير أو الضم، والبدء بعملية إعادة الإعمار.

كما رحّبت حركة الجهاد الإسلامي بردّ "حماس"، معتبرة أنه يعكس موقف قوى المقاومة الفلسطينية كافة.

وأشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالموقف، واعتبرته "وطنيًا ومسؤولًا"، مؤكدة ضرورة التزام الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ مراحل الاتفاق تمهيداً لانسحاب كامل وكسر الحصار بشكل تام، ومطالبة الإدارة الأميركية بتحمّل المسؤولية عن أي خروقات من جانب نتنياهو.

بدورها، رحّبت لجان المقاومة بالخطوة، ووصفتها بـ"الموقف الوطني المسؤول"، داعية إلى عقد لقاء وطني جامع للفصائل، وإلى ضغط الوسيطين المصري والقطري لضمان وقف العدوان.

عربياً، اعتبرت مصر الردّ الفلسطيني، تطوراً إيجابياً يعكس حرص الفلسطينيين على وقف نزيف الدماء، مؤكدة استمرار جهودها مع الدول العربية والأطراف الدولية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وخطة لإعادة إعمار غزة.

وأكدت الخارجية القطرية دعمها لتصريحات الرئيس الأميركي الداعية للوقف الفوري لإطلاق النار وتيسير إطلاق سراح الرهائن بشكل آمن وسريع، مشيرة إلى أن الدوحة بدأت التنسيق مع مصر والولايات المتحدة لاستكمال النقاشات حول الخطة بما يضمن إنهاء الحرب.

أما الأردن، فاعتبر الموقف خطوة هامة لإنهاء الحرب الكارثية، ورحّب بتصريحات الرئيس ترامب، مشيدًا بالدور المحوري لكل من مصر وقطر في الوساطة، ومؤكداً التزام عمّان بالعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق سلام عادل على أساس حلّ الدولتين.

وفي تركيا، وصف الرئيس رجب طيب أردوغان ردّ "حماس" بأنه يعكس "استعداداً للسلام"، وطالب "إسرائيل" بوقف هجماتها فوراً، مؤكداً أن أنقرة تبذل جهوداً كبيرة لمنع الإبادة الجماعية في غزة ومستعدة لإيصال المساعدات فور فتح المعابر.

كما رحّبت باكستان والهند بالموقف الفلسطيني، ودعتا إلى استثمار هذه الفرصة لوقف الحرب وضمان تدفّق المساعدات.

أوروبياً، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالموقف ووصفته بـ"المشجع"، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن قبول الخطة الأميركية "خطوة مهمة إلى الأمام"، مؤكداً أن المنطقة باتت أقرب من أي وقت مضى إلى السلام.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فدعا إلى تنفيذ الاتفاق دون تأخير، بينما وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس الردّ بأنه "فرصة حقيقية للسلام".

وأعربت إيطاليا، النرويج، أيرلندا، أستراليا، كندا، وهولندا عن ترحيبها بالخطة الأميركية، واعتبرت موقف "حماس" مؤشراً إيجابياً على اقتراب نهاية الحرب.

تباين في الموقف "الإسرائيلي" بعد ردّ حماس

في المقابل، نقلت قناة "كان" العبرية عن مصدر سياسي قوله: "لا يوجد وقف لإطلاق النار، بل تقليص في حجم النيران، والمفاوضات ستكون سريعة، وقد تبدأ الليلة".

وأضاف المصدر أن "وقف النشاط الهجومي لجيش الاحتلال في قطاع غزة يهدف إلى تمكين حركة حماس من الاستعداد لتنفيذ عملية إطلاق سراح الرهائن"، مؤكداً أن ذلك "لا يعد وقفًا رسميًا لإطلاق النار"، إذ إن الإعلان الرسمي سيلزم "حماس" بإعادة الرهائن خلال ثلاثة أيام.

وأشار المصدر إلى أن هذا الإجراء لا يعني بداية انسحاب، "لكن من المحتمل إجراء تعديلات تكتيكية محدودة لحماية الجنود"، مضيفاً أن المؤسسة الأمنية تراقب التطورات الميدانية، ولن تسمح للتنظيمات الفلسطينية باستغلال الموقف لتنفيذ أي هجوم أو تعزيز سيطرتها على الأرض.

ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي مرتبط بالمفاوضات قوله إن "إسرائيل لا ترى في رد حماس ردًّا إيجابيًا، وإن نتنياهو فوجئ من رد ترامب".

فيما أفاد مصدر أمني بأن الجيش بدأ إعداد قائمة بالأسرى تحضيراً لأي صفقة محتملة.

أما صحيفة "يسرائيل هيوم" فقد نقلت عن مصدر سياسي تأكيده أنّ المفاوضات التي ستبدأ غدًا "ستظهر منذ البداية ما إذا كانت حماس تواصل المراوغة أم أنها أدركت أنه لا خيار أمامها سوى القبول بخطة ترامب".

وفي السياق ذاته، أصدر مكتب رئيس الوزراء لحكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بيانًا قال فيه: "في ضوء رد حماس، تستعد إسرائيل لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وسنواصل العمل بالتعاون الكامل مع الرئيس وفريقه لإنهاء الحرب وفقًا للمبادئ التي وضعتها إسرائيل، والتي تتفق مع رؤية الرئيس ترامب".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد